AlMadar Magazine

متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يسلط الضوء على التبادل الثقافي بين العالم الإسلامي وأوروبا وبقية أرجاء العالم

افتتح الشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، اليوم معرض “طرق التقاطع: التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية، أوروبا، وما بعدها ” في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية وحضر الافتتاح كل من سعادة منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف، البروفيسور كريستينا هاك، نائب رئيس متاحف برلين الوطنية. البروفيسور ستيفن ويبر مدير متحف الفن الإسلامي – برلين. ويسلط المعرض الضوء على الروابط ما بين العالم الإسلامي والثقافات الأخرى حول العالم.

ويعد المعرض نتيجة للتعاون ما بين هيئة الشارقة للمتاحف ومتحف الفن الإسلامي في برلين، كما يقام بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة على تأسيس متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.

تستمر فعاليات الحدث حتى يوم 27 أبريل، 2019، حيث يسلط الضوء، من خلال عرض مجموعة واسعة من المقتنيات، على كيفية تطور المجتمعات نتيجة للتبادل الثقافي والتواصل عبر التاريخ سواء بسبب التبادل التجاري أو الهجرة أو حتى الغزوات، ومدى تأثر العالم بأسره بالتنقل المستمر للأشخاص والأفكار والتقنيات والفنون منذ العصور الوسطى وحتى الوقت الحالي.

 

وينقسم المتحف إلى جزئين، حيث يركز الجزء الأول ” ترحال الناس: نقل المعرفة والخبرات” على المدن والأقاليم ضمن العالم الإسلامي وأوروبا وآسيا، وتأثير ذلك على بقية أجزاء العالم نتيجة للتبادل الثقافي والاجتماعي.

ويتضمن هذا الجزء بدوره أربعة أقسام فرعية، أولها هو “التكنولوجيا والعلوم” والذي يبين مدى التطور الحرفي والتجاري للأواني الخزفية من ملاقا في إسبانيا إلى كاشان في إيران، والمشغولات المعدنية الفنية في الموصل في العراق والبندقية في إيطاليا، وذلك بين القرنين العاشر والرابع عشر.

أما القسم الفرعي الثاني “التجارة والحرلاف”، فيقدم لمحة عن أهمية المراكز التجارية الكبرى في العصر العثماني، مثل حلب والقاهرة وإسطنبول حيث كانت هذه المدن الثلاثة توصف بأنها أسواق عالمية، كما حظيت بشهرة هائلة وعرفت على أوسع نطاق بكونها مراكز تجارية حيوية تتضمن مجتمعات متعددة الثقافات والأديان.

ويسلط القسم الفرعي الثالث “السياسة والحرب” الضوء على تأثير الحروب الصليبية في الدول المحيطة بالبحر المتوسط. كما يبحث الغزو المغولي لإيران وتبعات هذا الغزو على المستوى الإقليمي.

وأخيرًا يبرز القسم الفرعي الرابع “القوة والجمال” أهمية مدينتي أصفهان في إيران، وآغرا في الهند، باعتبارهما مركزين مؤثرين للقوة والتعليم.

أما الجزء الثاني من المعرض، فيغطي “المقتنيات المنتقلة” أو “العالم في غرفة معيشتك” حيث يحكي عن تواجد العديد من المقتنيات “الأجنبية” وتداولها حتى أصبحت أشياء معتادة في الحياة اليومية، والطابع الاجتماعي للثقافات في كل مكان حول العالم. وتتضمن هذه المقتنيات السجاد الشرقي، والشطرنج وقطع الشطرنج، ومجموعة واسعة من الأواني الخزفية والسيراميكية.

كما تنتشر مجموعة من المحطات التي تعتمد على وسائط إعلامية متنوعة في كافة أرجاء المعرض لإرشاد الزائرين في الأقسام المختلفة وتقديم المعلومات والشروحات عن المقتنيات المعروضة.

ويعد متحف الفن الإسلامي في برلين مقرًا لإحدى أكبر المجموعات الأثرية من الأعمال الفنية الإسلامية في أوروبا، ويساهم المتحف بعرض 54 قطعة أثرية تحظى بقدر كبير من الأهمية التاريخية والثقافية بالنسبة للمعرض.

كما تعرض هذه المقتنيات إلى جانب عشر قطع أخرى من المجموعة الخاصة بهيئة الشارقة للمتاحف، لتقدم للزائرين بذلك فرصة هامة للإجابة على التساؤلات المتعلقة بالعولمة وتنقل المقتنيات والناس عبر التاريخ قبل 200 إلى 1000 سنة ماضية، وتأثيرها على الأوضاع الراهنة في الوقت الحالي.

وفي تصريح لها قالت سعادة منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: “تزدهر وتتطور المجتمعات من خلال التنقل المستمر للأفراد والذي يساهم في تكوين النسيج المزدهر للمجتمع بما يحمله من تنوع فكري وثقافي ومعرفي وديني وغير.

وأضافت: “يقدم لنا هذا المعرض لمحة عن الروابط والعلاقات المتواصلة التي تجمع بين المجتمعات والدول والتي تمتد عبر قرون من الزمن، وكيف أن هذه العلاقات المتكاملة والوثيقة مازالت قائمة ويتوجب علينا استكشافها والاحتفاء بها.

كما قال البروفسور مايكل إيزنهاور، مدير عام في متحف الفن الإسلامي في برلين الوطنية: “يقدم هذا المعرض المذهل تحليلًا للطريقة التي نشأت فيها الثقافات والمجتمعات وكيف تطورت من خلال التواصل والتفاعل بين الناس في مختلف المناطق، وكيف أن المقتنيات والأفكار التي كانت تعتبر في مرحلة ما غريبة ودخيلة، أضحت اليوم أمرًا معتادًا ومنطقيًا في حياتنا اليومية”.

وأضاف بقوله: “يفخر متحف الفن الإسلامي في برلين بعرض جزء بسيط من مجموعته الهامة من المقتنيات الأثرية والأعمال الفنية الإسلامية أمام الجمهور في إمارة الشارقة، ونحن سعداء للمشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة التي يشهدها متحف الشارقة للحضارة الإسلامية”.