يعتبر تصحيح عيوب الإبصار من اختصاصات طب وجراحة العيون التي تتطلب مهارات خاصة وتدريب لفترة طويلة، ونظراً لكونه من التخصصات التي تمر بتطورات مستمرة؛ يتوجب على المتخصصين الاطلاع على أحدث التقنيات بشكل مستمر.
ينقسم تخصّص تصحيح عيوب الإبصار إلى ثلاثة أقسام: الأول وهو الأحدث تصحيح عيوب الإبصار بتقنية الستريم لايت ويف لايت، والثاني باستخدام تقنيات الليزر المختلفة، والثالث عن طريق زراعة العدسات داخل العين، حيث يعتمد تحديد طريقة العلاج على نوعية عيب الإبصار لدى المريض، كالعمر، مواصفات العين التشريحيّة مثل سُمك القرنيّة، حالة العدسة داخل العين، وحالة الشبكية، كما يجب ملاحظة التاريخ المرضي للشخص إن كان قد أجرى عمليات في السابق وكذلك تاريخ الأسرة المرضي لمعرفة إن كانوا قد عانوا من أمراض مشابهة في السابق.
حيث يوضّح الدكتور هاني سكلا، استشاري طب وجراحة العيون في مركز إبصار لجراحة العيون وعضو الأكاديمية الأمريكية للعيون والجمعية الأمريكية لتصحيح عيوب الإبصار والمياه البيضاء أهم مميزات جهاز الستريم لايت ويف لايت الذي يجمع بين عدد من الابتكارات في تكنولوجيا الليزر، ويعد آخر جيل من أجيال الليزر لتصحيح عيوب الإبصار، الذي أحدث نقلة نوعيّة في تكنولوجيا الليزر وذلك لغياب دور الجراحة في عملية تصحيح البصر.
في السابق، كان الطبيب الجرّاح يقوم بخطوات محددة لتحضير العين لعمليّات الليزك, ألترا- ليزك، وعمليّات الليزر السطحي، فمثلاً في عملية الليزك، كان الطبيب يقوم برفع طبقات من القرنيّة تصل سماكتها إلى 120 ميكرون باستخدام شفرة جراحيّة مثل (الميكروكيراتوم)، أمّا في حالات الفيمتو ليزك فيرفع الطبيب الطبقات بواسطة ليزر الفيمتو ثانية الذي يقوم بتفريغ هوائي بين طبقات القرنية ومن ثم يقوم الطبيب برفع الطبقات و إطلاق شعاع الليزر داخل قرنية المريض، وبعد إطلاق شعاع الليزر؛ يعيد الطبيب الطبقات إلى مكانها الأصلي التي كانت عليه قبل الرفع.
في عمليات الليزر السطحي؛ كان الطبيب يقوم بإزالة الطبقة السطحية من خلال أدوات جراحيّة وأحياناً باستخدام الكحول، ثم يقوم بإطلاق الليزر لإكمال العمليّة، أمّا ليزر الستريم لايت فهو قادر على القيام بجميع هذه الخطوات دون جراحة، حيث يقوم النظام الجديد الموجود في الجهاز بتجهيز عين المريض وقراءة بياناتها ليتوقف بعدها الجهاز مدة 10 ثواني ومن ثم يطلق الليزر الذي بدوره يقوم بتصحيح عيوب الإبصار عند المريض، وهكذا لا يلمس عين المريض شيء سوى الضوء الخارج من جهاز الليزر.
يمتاز جهاز ستريم لايت بعدة فوائد وأهمها؛ مدة العلاج والتي لا تستغرق سوى 20 ثانية، في حين كانت عمليات الليزر السابقة تمتد لخمس دقائق وربما أكثر، يؤمّن هذا الجهاز للمريض الشعور بالارتياح الكامل لأن العمليّة أصبحت أكثر أماناً؛ أي لا يشعر الشخص بأي خوف أو قلق من العمليّة ويتلاشى التوتّر الذي كان يشعر به سابقاً سواء من الطبيب أو من العمليّة ذاتها، حيث يؤكد د. سكلا أن الموضوع أصبح أكثر سهولة اليوم لأن تعامل المريض أصبح يقتصر فقط على الجهاز الذي يعمل عمَل الطبيب في إجراء العملية في 20 ثانية.
يعد هذا الجهاز ذو تكلفة عالية مقارنة بأجهزة الليزر الأخرى وذلك لأنّ التقنيّات الحديثة الموجودة داخله أكثر تطوراً وأكثر دقّة حيث تصل تكلفته إلى ضعف تكلفة الليزك العادي لكنه يساعد على العلاج بوقت قصير جدّاً وبطرق آمنة وسريعة؛ أي يستطيع المريض أن يعود إلى حياته الطبيعيّة فور انتهاء العمليّة كما يشعر بتحسّن ملحوظ في حدة الإبصار لتصبح أكثر وضوحاً.
أما تقنيات علاج العيون “بالليزر” فهي متعددة ومنها، استعمال الليزر على السطح الخارجي للعين أو عمليات الليزك بمشتقاتها مثل الألتراليزك، إنتراليزك، والأوبتي ليزك، وحديثاً الفمتوليزك عن طريق استخدام جهاز ليزر الفمتوثانية في تصحيح عيوب الإبصار وهي تقنية متطورة ومتقدمة وأمنة وذلك لاعتمادها على إحداث فقاعات هوائية صغيرة جداً داخل الأنسجة وبمجرد امتصاص الجسم لها تعود العين إلى طبيعتها بشكل كامل وبدون أي مضاعفات أثناء الجراحة.
تختلف قرنيات المرضى في عملية الليزر السطحي؛ فإذا كانت القرنية تعاني من بعض التشوّهات في خريطتها وقوتها التي يتم اكتشافها عن طريق جهاز تيبوغرافية العين الذي يقوم بتحديث قوة القرنية في 22 ألف نقطة على مستوى القرنية؛ يلجأ الطبيب إلى تقنية العلاج بالليزر السطحي.
كما يمكن اللجوء إلى تقنية تسمى “الكونتورا” في حالات المرضى الذين يعانون من ضعف في البصر حتى عند استخدامهم للنظارات أو العدسات اللاصقة، قد تبدو القرنية طبيعية رغم وجود بعض التغيرات داخل العين والتي لا تظهر بشكل محسوس ولا حتى عند الفحص ولكنها تظهر بواسطة جهاز الكونتورا. وبالتالي يستعيد المريض بصره 100% ويكون أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً.
أما المريض الذي تكون قرنيته سليمة تماماً وقوة الإبصار لديه حادة؛ يلجأ الطبيب لاختيار عملية الليزك، حيث يقوم الطبيب برفع طبقات من القرنية إما باستعمال مشرط ميكانيكي أو باستعمال ليزر الفمتوثانية لخلق هذه الطبقات من خلال إطلاق 3 مليون طلقة ليزر في الثانية تؤدي بدورها إلى حدوث تفريغ هوائي بين طبقات القرنية وعلى عمق محدد وعند إطلاق الطبيب لشعاع الليزر تعود الطبقات إلى مكانها.
ومن هنا يؤكد د. سكلا أن تقنيات الليزر تتنوع وتخضع دائماً إلى التطوير المستمر والدائم وذلك منذ بدء تطبيقها في عام 1986 وحتى اليوم. فقد مرت تقنيات الليزر بعدة مراحل وتطورات إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تقنيات آمنة وفعّالة وسريعة.