صحة وطب
بحضور أكثر من 125 متخصصاً من الشرق الأوسط اختتام الدورة الاولى من مؤتمر مرض الأمعاء الالتهابي في دبي
اختتمت يوم أمس فعاليات الدورة الأولى من مؤتمر مرض الأمعاء الالتهابي في الشرق الأوسط، والذي استقطب أكثر من 125 متخصصاً في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والأمراض الباطنية.
وقد ركزت فعاليات المؤتمر الذي نظمته شعبة الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي والكبد برعاية شركة تاكيدا للصناعات الدوائية، على تأثير التشخيص المتأخر في تفاقم مرض الأمعاء الالتهابي، والأدوات المناسبة للتشخيص المبكر والإحالة، والدور المهم الذي تلعبه منظمات المرضى للارتقاء بمستويات الوعي والتشخيص والعلامات العلاجية.
وعلاوة على ذلك، سلط الحضور الضوء على مدى أهمية بذل الجهود الجماعية بين الحكومات والمجتمعات والمستشفيات وقطاع الرعاية الصحية على نطاق واسع، وذلك للتوعية بمدى خطورة مرض الأمعاء الالتهابي، وإيجاد السبل الكفيلة بتحسين حياة الأفراد الذين يعانون من هذا المرض.
تجدر الإشارة إلى أن معدل الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي يتراوح على الصعيد الدولي 0.5 – 24.5 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً بالنسبة لالتهاب القولون التقرّحي، و0.1 – 16 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً بالنسبة لداء كرون. وبشكل عام، يبلغ معدل انتشار مرض الأمعاء الالتهابي 396 حالة لكل 100 ألف شخص سنوياً. ويبلغ المعدل السنوي للإصابة بداء كرون في الشرق الأوسط 5 لكل 100 ألف شخص؛ بينما يصل معدل حالات التهاب القولون التقرّحي إلى 6.3 لكل 100 ألف شخص[1].
كما سلّط الخبراء الإقليميون الضوء على حاجة الإمارات لتعزيز التوعية بمرض الأمعاء الالتهابي وتأثيراته على المرضى. وقد تسهم التوعية في الحد من ارتفاع معدلات الإصابة، بينما يمكن للتعرف على داء كرون وتمييزه عن التهاب القولون التقرّحي أن يسهم في الحد من حالات التشخيص الخاطئ بين شكلي مرض الأمعاء الالتهابي[2].
وفي معرض تعليقه، قال الدكتور سمير العوضي، استشاري أمراض جهاز الهضمي، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في ’مستشفى راشد‘ ورئيس جمعية الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي: “يمكن أن يصاب الإنسان بمرض الأمعاء الالتهابي بغض النظر عن عمره، لكن تشخيصه يتم عادة بين سن 15-40 عاماً[3]. وبالرغم من غياب البيانات المحددة حول انتشار مرض الأمعاء الالتهابي في دولة الإمارات العربية المتحدة، نتوقع أن 1-3% من السكان المحليين يعانون من مرض الأمعاء الالتهابي. ومن المهم اكتساب مزيد من المعرفة حول التأثيرات الجانبية لمرض الأمعاء الالتهابي لنتمكن من اقتراح خطة العلاج المناسبة للمرضى”.
وأضاف الدكتور العوضي: “يعاني كلٌ من المتعايشين مع مرض الأمعاء الالتهابي، ومنكريه والمستسلمين له، من التأثيرات النفسية السلبية ومضيعة الوقت والطاقة في علاج الأعراض بدلاً من التفكير في معالجة المرض على المدى الطويل. وينتهي المطاف بزيادة تأثيرات المرض على الخيارات الشخصية والمهنية. وتشير رؤيتنا إلى إحساس المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي بالتقييد جراء الأعراض وتأثير المرض على حياتهم. كما يعاني البعض من الإحباط جراء دوامة التشخيص دون التوصل لإجماع حول كيفية علاج وضعهم الصحي. وهنا تبرز حاجة تعليمية مباشرة لدفع عجلة الرعاية متعددة التخصصات عبر التشخيص المبكر وعلاج الحالات المرضية المتقدمة”.
ومن جانبه، أشار الدكتور ماجد كامل، المدير التنفيذي للخدمات الطبية والتنظيمية وضمان الجودة في شركة ’تاكيدا‘ في الشرق الأدنى، ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “قد تكون أعراض مرض الأمعاء الالتهابي غير متوقعة بالنسبة للمرضى. وتتمحور أعمالنا حول فهم التحديات المشتركة التي تُملي احتياجات كل من المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي والأطباء الذين يعالجونهم. وتسهم الشراكات والأبحاث المستمرة في منحنا نظرة قريبة على تجربة المريض من وجهات نظر مختلفة، والعمل على توفير العلاج الكفيل بتأمين الشفاء من المرض. وعلاوة على ذلك، تعتزم شركة ’تاكيدا‘ للصناعات الدوائية الإعلان عن نتائج أول تجربة مباشرة بين العلاجات البيولوجية المعنية بمرض الأمعاء الالتهابي خلال المؤتمر الأوروبي لداء كرون والتهاب القولون التقرّحي في كوبنهاغن، والذي من المقرر انطلاق فعالياته في مارس من هذا العام”.
مرض الأمعاء الالتهابي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الصحية التي تؤثر على الجهاز الهضمي. وتتضمن أنواع مرض الأمعاء الالتهابي كلاً من التهاب القولون التقرّحي، والذي يسبب التهاباً مزمناً وتقرحات في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة والمستقيم، فضلاً عن داء كرون، وهو عبارة عن التهاب بطانة الجهاز الهضمي، ينتشر في أغلب الأحيان عميقاً في الأنسجة المصابة[4]. وعادةً ما يترافق التهاب القولون التقرّحي وداء كرون بالإسهال الدموي الشديد وآلام في البطن، والتعب وفقدان الوزن.
[1] موقع ’مدسكيب‘ | مرض الأمعاء الالتهابي | https://emedicine.medscape.com/article/179037-overview#a5
[2] مرض الأمعاء الالتهابي | مرض عالميّ | https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3603483/
[3] هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية | مرض الأمعاء الالتهابي | www.nhs.uk/conditions/inflammatory-bowel-disease/
[4] ’مايو كلينيك‘ | مرض الأمعاء الالتهابي (IBD) | https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/inflammatory-bowel-disease/symptoms-causes/syc-20353315