وقد عانى الطفل المريض من انتفاخ متكرر في رقبته على مدى عدة سنوات. وكثيراً ما كان يتم وصف المضادات الحيوية لعلاجها من قبل أطباء مختلفين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وبعد إجراء العديد من فحوصات الدم والتصوير بالرنين المغناطيسي، استطاع البرفسور جهاد السخن والفريق المختص، تشخيص اصابة الطفل بالجرثومة الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية. خضع الطفل للعملية تحت التخدير العام وتم خلالها إزالة الورم تحت الفك الأيمن بنجاح دون أية أضرار جانبية في الأعصاب والعضلات والأوعية الدموية الموجودة في الرقبة.
وفي إطار تعليقه على خطورة الإصابة بالمكورات العنقودية، قال البرفسور جهاد السخن: “يقاوم هذا النوع من السلالات العديد من المضادات الحيوية المستخدمة على نطاق واسع. ومن المرجح أن يكون الطفل قد أصيب بهذه العدوى نتيجة تردده على عيادات طبية مختلفة، فيمكن أن تنتشر العدوى عن طريق التلامس الجلدي أو عن طريق ملامسة الأسطح المختلفة”.
وأضاف السخن: “لقد كانت هذه الحالة شديدة بشكل استثنائي، حيث طور جسم الطفل مقاومة للمضادات الحيوية وتم ترك الورم والعدوى بالمكورات العنقودية دون علاج. إلى أن قام المختصون في مستشفى ميدكير بإجراءات دقيقة للوصل إلى التشخيص الصحيح للحالة. وبفضل الله تعافي المريض جيداً. مع العلم أن هذه الجرثومة تؤثر على 2 من كل 100 شخص ويمكن أن يصاب المريض بحالة انتان تهدد حياته”.
تجدر الإشارة أن أعراض الإصابة بالجرثومة العنقودية تختلف من حالة إلى أخرى، فقد تسبب التهابات خفيفة على الجلد لكنها أيضاً يمكن أن تسبب عدوى أكثر خطورة وتؤثر على جروح العمليات الجراحية أو مجرى الدم أو الرئتين أو المسالك البولية. كما تنتشر هذه الجرثومة عن طريق الاتصال والملامسة خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي ويصاب بها المرضى من جميع الفئات العمرية. ولكونها سلالات مقاومة للمضادات الحيوية يمكن الاستعانة بأنواع مختلفة من المضادات الحيوية وفي الحلات الشديدة يمكن اعطاء العلاج عن طريق الوريد.
