انطلقت أمس (الأربعاء) فعاليات الدورة الرمضانية الرياضية الـ 11، التي تنظمها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، برعاية كريمة من كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، تحت شعار «للرياضة معانيها في رمضان نحييها» بجلسة تفاعلية قدمتها سعادة خولة عبد الرحمن الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
شارك في الجلسة التفاعلية كلً من سعادة عيسى هلال الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي، وأحمد الجروان الأمين العام المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة ندى عسكر النقبي مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بحضور الشيخة عائشة خالد القاسمي مدير سجايا فتيات الشارقة، وكونول نورولاييفا، ممثل عن الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.
وعبرت رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، عن شكرها لمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، التي أتاحت لها فرصة التواجد والحضور مع اللاعبات المشاركات في الدورة، مشددة في الوقت ذاته على المحور الرئيس للجلسة، الذي يتناول كيفية تحويل الرياضة إلى أداة من أدوات التسامح والتعايش مع الآخر.
واستهلت الملا الجلسة باستحضار مقولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي قال “لو تخيلنا العالم جيران متجاورين، وكل جار يقوم بدوره لكانت الإنسانية بخير”، في إشارة إلى ضرورة التعايش مع بالآخرين بتسامح وتفاهم، مدللة على النسيج المجتمعي الإماراتي الذي يحتضن أكثر من 200 جنسية، تعيش جميعها بانسجام وتفاهم.
وتطرقت الجلسة إلى دعوة اللاعبات لاقتناً الفرصة التي يتيحها الشهر الفضيل، وتوظيف هذه الدورة في التركيز على ممارسة الرياضة أسوة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه الشريف “المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف” مؤكدة على ضرورة أن تكون الرياضة عادة يومية كعادات الأكل والشرب، والقراءة التي وصفتها برياضة العقل.
وبينت الملا أن ممارسة الرياضة والمشاركة في الدورات الرياضية المحلية، والبطولات الإقليمية والعالمية، تعتبر أحد عوامل إثراء ثقافتنا، لا سيما رياضة المرأة مشيرة إلى أن الرياضة توصف اليوم بالقوة الناعمة التي تؤثر بصورة فاعلة وسريعة، نستطيع من خلالها تصدير ثقافتنا، لتكون مؤثرة على الصعيد العالمي، موصية اللاعبات بضرورة استحضار الأخلاق الرياضة، لتعزيز مفاهيم التعايش مع الآخر والتواصل معه، فهي الجسر الذي يمكن من خلاله نقل ثقافتنا الإسلامية فإلى الآخرين الذين ينظرون إلى السلوك الأخلاقي بالدرجة الأولى.
وأوضحت أن التصالح مع الذات عموماً وفي عوالم الرياضة خصوصاً، يعتبر أحد أهم الركائز التي تساهم في تطوير المجتمع، لافتة إلى أن الإنسان المتصالح مع نفسه يكون الفرد قادراً على التصالح مع الآخرين، وبالتالي يكون قادراً على العطاء، وعكس أخلاقيات الإسلام القائمة على التسامح والعطاء والمؤاخاة.
وبدورها قالت سعادة ندى عسكر النقبي مدير عام مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة: “استطاعت الدورة الرمضانية الرياضية، خلال السنوات الماضية أن تؤكد حضورها الفاعل، كمنصة استقطبت على ميادين منافساتها نخبة من اللاعبات، اللواتي سعين وبجدّ وعزيمة إلى نقل صورة حضارية تشير إلى الواقع الرياضي الذي تتمتع به إمارة الشارقة”.
وأضافت: “حرصنا منذ الانطلاقة الأولى للدورة في العام 2009 التي استضفناها لمدة 11 عاماً، أن تقدم باقة متكاملة من الفعاليات والأنشطة الرياضية التي تتناسب وطبيعة الشهر الفضيل، لنحفز الرياضيات على الاستغلال الأمثل للوقت، ونتيح الفرصة لتقديم المواهب والطاقات الرياضية الواعدة على ميدان المنافسة، بما يسهم في إثراء تجارب اللاعبات، ويضاعف من الخبرات، ويسمح في تمهيد الطريق نحو مواجهة شريفة لطالما كانت الامارة مسرحاً لها، ونتطلع لأن تكون الدورة حافزاً اساسياً للنهوض بقدرات اللاعبات المشاركات، وبوابة تفتح على الكثير من الإنجازات التي نأمل بأن نراها بثقة واعتزاز على منصات التتويج”.
من جانبه قال سعادة عيسى هلال أمين عام المجلس الرياضي: “استثمر هذه الفرصة لأكون دائما بالقرب من بناتنا، لأشجعهن وأساندهن في التركيز على الأهداف التي ترد تحقيقها، فأنتن مربيات أجيال، وهدفنا ان الرياضة تكون استثماراً لوقتكن تعزز من إمكاناتكن وفي الأسبوع المقبل سنزور السعودية لإطلاق “استراتيجية الرياضة” التي ستكون لاعباتنا عصيها وركيزتها الأساس”.
وتطرق هلال إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد إمارة الشارقة لرياضة المرأة إلى جمهورية مصر للمشاركة في مؤتمر “التحديات التي تواجه رياضة المرأة” مشيراً إلى أن السمعة الطيبة التي تحظى بها لاعباتنا سبقتنا إلى هناك، معززة من مكانة دولة الإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً فيما يتعلق بدعمها ومساندتها لرياضة المرأة، موصياً اللاعبات بضرورة المحافظة على المكانة التي حققتها الدولة وتحقيق والارتقاء بها.
من ناحيتها قالت كونول نورولاييفا، ممثل عن الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وعضو في مجلس إدارته الذي يتخذ من السعودية مقراً له ويضم 57 بلداً في لجنته الأوليمبية: “يسعدني التواجد في إمارة الشارقة لدعم رياضة المرأة، وتعزيز الوعي بأهمية رياضة المرأة في دول العالم الإسلامي، حيث نسعى في المستقبل القريب إلى تعزيز سبل التعاون مع مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، التي ستثمر عن تنظيم مبادرات وفعاليات مشتركة”.
واختتمت الجلسة بتكريم رعاة الدورة حيث قامت المؤسسة بتكريم كل من الراعي الاستراتيجي مجلس الشارقة الرياضي، والعربية للطيران، وقناة الشارقة الرياضية، ومركز كوزمو هيلث الطبي، وسينيور نيوتريشن.
وتنطلق (اليوم) الخميس و(غداً) الجمعة مواجهات ألعاب كرة الطائرة، والرماية، والقوس والسهم، كما تمتد منافسات القوس والسهم على مدار يومين، والرماية على مدى ثلاثة ايام، والطائرة أربعة أيام، فيما تتواجه فرق كرة السلة يومي 13 و14 مايو الجاري.
ويشارك في الدورة 340 لاعبة من 25 فريقاً ونادياً من مختلف إمارات ومدن الدولة، تتنافس فيما بينها لتحقيق الفوز والصعود على منصة التتويج من خلال أربع ألعاب تشمل كرة السلة، وكرة الطائرة، والرماية، والكاراتيه، إلى جانب الفعاليات الأخرى المتعددة، التي تنظم على هامش المنافسات.
يشار إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصدر المرسوم الأميري 79 لعام 2016م، بإنشاء مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة بهدف تمكين الكفاءات الوطنية، وتطوير رأس المال البشري في مجال رياضة المرأة، وتنشئة جيل مؤهل من القيادات النسائية في المجال الرياضي، والعمل على تطوير الكوادر واستقطابها، إضافة إلى ترسيخ الثقافة الرياضية والتوعية المجتمعية بأهميتها، وتعزيز ممارسة المرأة للرياضة، وتوفير بيئة رياضية محفزة تسهم في تطوير رياضة المرأة.