ثقافة
طرائف المواقف بين الناشرين والقراء في “معرض الشارقة الدولي للكتاب”
كثيرة هي المواقف الطريفة والغريبة التي تشهدها متاجر الكتب أو دور النشر والتوزيع مع القرّاء، والتي تضع البائع ربما في موقف محرج أو طريف، حتى أنّ الكاتبة جين كامبل، اتخذت من هذه المواقف مادة لإصدار سلسلة من كتب تحت عنوان “أشياء غريبة يقولها الزبائن في متاجر الكتب”.
ولم يخلُ “معرض الشارقة الدولي للكتاب” من هذه المواقف، التي ربما من أغربها ما رواه بائع في إحدى دور النشر المشاركة، وسط موجة من الضحك، فيقول: “جاءني زوجان يبدوان في الأربعين من عمرهما حسب توقعاتي، ويظهر على وجهيهما نوعٌ من العبوس، وبعد فترة من البحث بين الكتب دون التفوه بأي كلمة، بادرني الزوج بسؤال هل يتوفّر لديك كتاب متخصص بضبط النفس أمام الزوجة النكدية؟، وما أن أكمل سؤاله، حتى تدخلت الزوجة بسؤال أكثر غرابة: (سئمت من العصبية المفرطة، فهل أجد كتاباً لتعليم التأقلم مع الزوج العصبي على أتفه الأسباب؟)، قبل أن يسود الهدوء، دون أن أتمكن من الإجابة أو التدخل بينهما، فالكتب المتوفرة في المنصة عندي في واد، وهم في واد آخر”.
فيما يروي بائع آخر، موقفاً حصل معه، ويقول: “جاءت امرأة برفقة 4 أطفال، وكلّما همّت بالبحث بين الكتب، لم يدع أطفالها لها مجالاً لذلك، بسبب محاولتهم اللعب بالكتب أو لمس الرفوف ومحتويات المنصة، فنظرت إليّ وسألتني: ألا يوجد كتاب واحد يدلّني عن طريقة ناجحة لإجبار أطفالي على النوم في تمام الساعة الـ 8 تحديداً، فقد سئمت من مشاكساتهم، ولا ينامون أبداً، فتبسّمت وقلت: (بالطبع يوجد في أحد المنصات أو المتاجر المشاركة)، قبل أن تمسك بيد أحدهم وتمضي بعيداً عن المنصة”.
ويقول موظف آخر في إحدى دور النشر المشاركة: “مرّ علي رجلٌ يرتدي ملابساً أنيقةً، وأخذ ينتقل بين الكتب، يفتح كتاباً ويطالع عنوان آخر، وأنا أحاول في كل مرة أن أفهم ما الذي يريده بالضبط، فتارةً يسألني عن كتب الإدارة، وتارةً أخرى ينتقل إلى التنمية والتطوير، دون أن يعطني مجالاً لمساعدته، وبعد حوالي خمسة عشر دقيقة من تكرار المشهد، تدخلت بالسؤال المباشر عن طبيعة الكتاب الذي يحتاجه أو يبحث عنه، ليقول لي: (أنا مدير في إحدى الشركات وليس لي حاجة بالقراءة، ولكن أريد كتباً للموظفين عندي، ولا أدري ما الذي يناسبهم، وما الذي قد يساعد في تحفيزهم)، قبل أن يعود للبحث من جديد لمدة زمنية أخرى، ومن ثمّ غادر دون شراء أي كتاب”.