تسلم الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم جائزة “المدن الصديقة للأطفال واليافعين” التي فازت بها إمارة الشارقة، والتي نظّمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على هامش القمة العالمية الأولى للمدن الصديقة للأطفال واليافعين، يوم أمس الخميس في مدينة كولون بألمانيا، التي عقدت من 15 وحتى 18 أكتوبر الجاري.
وفازت الشارقة في فئة “الخدمات الاجتماعية الصديقة للطفل” عن مشروع “الشارقة صديقة للطفل” من بين 227 مشروعاً تم تقديمهم عبر فئات الجائزة الستة، وتسلم الجائزة الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، من سيباستيان ليون، المدير التنفيذي ليونيسف في فرنسا.
وانطلق مشروع “الشارقة صديقة للطفل” في 2011 بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبرئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مكتب الشارقة صديقة للطفل، الجهة المسؤولة عن المشروع، بهدف تأسيس حياة صحية للأطفال من خلال توفير بيئة داعمة ومساندة للأمهات المرضعات وتشجيع الرضاعة الطبيعية لما تحمله من فوائد للأم والطفل.
ونجح المشروع في استحداث مفهوم “مدينة صديقة للطفل”، بعد تنفيذه لأربع مبادرات تطبّق مجتمعة للمرة الأولى على مستوى العالم، وهي “مرافق صحيّة صديقة للطفل” (تبعاً للمبادرة العالمية “مستشفيات صديقة للطفل”)، إضافة إلى ثلاث مبادرات مجتمعية: “أماكن عامة صديقة للأم والطفل”، و”مؤسسات صديقة للأم”، و”حضانات صديقة للرضاعة”، لتأخذ الشارقة معايير الاعتماد الدولية من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة “اليونيسف” في ديسمبر 2015 كأول “مدينة صديقة للطفل” في العالم.
وقد شارك مكتب الشارقة صديقة للطفل في الدورة الأولى من أعمال القمة، إلى جانب أكثر من 550 من رؤساء البلديات والقادة المحليين والخبراء وأطفال من أكثر من 60 دولة حول العالم، ضمن ثلاث جلسات رئيسة تناولت المشاركة المجتمعية للأطفال، وحقوق الطفل والتخطيط الحضري، بالإضافة إلى السياسات الصديقة للأسرة، وسلّطت الضوء على أبرز القضايا والسبل التي تجعل المجتمعات مكانًا أفضل لهم.
وضمّ وفد الشارقة إلى جانب الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي كل من الدكتورة حصة خلفان الغزال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، ونورة علي جوكه مهندس معماري بمجلس الشارقة للتخطيط العمراني، وحمدة العبدولي رئيس وحدة المبادرات المجتمعية بمكتب الشارقة صديقة للطفل، ورافقهم ممثلين عن اليافعين في الإمارة: شمسة النقبي (19 عاماً)، ومايد المر (15 عاماً).
وقالت الدكتورة حصة خلفان الغزال إن هذه الجائزة تمثل تتويجاً لجهود إمارة الشارقة بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، في توفير بيئة متكاملة لتنشئة أجيال يتمتعون بالصحة والاستقرار والأمان.
وأشارت الغزال إلى أن الشارقة استحقت هذا الفوز بعدما نجحت في رفع معدلات الرضاعة الطبيعية إلى 57% في عام 2018، متجاوزة بذلك الهدف العالمي الذي حددته منظمة الصحة العالمية (50% بحلول عام 2025)، بالإضافة إلى حصول الأم العاملة على ثلاثة أشهر إجازة أمومة إلى جانب إجازتها السنوية، كما اعتمد المشروع 19 مرفقاً صحياً صديقاً للطفل و22 مكاناً عاماً صديقاً للأم والطفل، و30 حضانة صديقة للطفل، و84 مؤسسة صديقة للأم في الشارقة.
وأضافت الغزال أن مشاركة مكتب الشارقة صديقة للطفل في الدورة الأولى من القمة العالمية للمدن الصديقة للأطفال واليافعين، سلطت الضوء على مكانة الشارقة باعتبارها أول مدينة عربية صديقة للأطفال واليافعين، ونموذجاً ملهماً لنظيراتها من المدن العربية لتبنّي هذه التوجهات والسياسات التي تسعى إلى تعزيز مكانة الطفل والتعريف بحقوقه، بالإضافة إلى توثيق العلاقات مع الجهات الدولية ذات الصلة، وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال.
وأعربت عن فخرها واعتزازها بمشاركة اثنين من يافعي إمارة الشارقة وتفاعلهما مع أقرانهما من مختلف دول العالم، واستعراض تجربتهما والاستماع إلى التجارب الأخرى المشاركة، مما أسهم في إكسابهما مزيداً من الخبرات والاستفادة منها كنماذج قابلة للتطبيق، كما سيحفزان سائر الأطفال واليافعين في الإمارة على المشاركة الفاعلة في تطوير مدينتهم.
وتناولت جلسة “المشاركة المجتمعية للأطفال” التي تحدث فيها شمسة النقبي ومايد المر والدكتورة حصة خلفان الغزال، مدى فاعلية مشاركة الأطفال والشباب في تطوير خطة عمل للمشاريع التي تبنتها مدنهم، وتقديم آرائهم حول أبرز القضايا التي تستحوذ على اهتمامهم، وكيفية تأثير هذه الآراء على خطة عمل المدينة.
وفي جلسة حول حقوق الطفل والتخطيط الحضري، قدمت المهندسة المعمارية نورة على جوكه تجربة الشارقة في إشراك 48 طفلاً من الشارقة، تتراوح أعمارهم بين 9 – 11 عاماً في تصميم حديقة في المدينة باستخدام اللعبة الإلكترونية الشهيرة “ماينكرافت”، موضحة كيفية تنفيذ مجلس الشارقة للتخطيط العمراني، لمشروع الحديقة مع الأخذ بالاعتبار احتياجات ومقترحات الأطفال.
واستعرضت الدكتورة حصة خلفان الغزال تجربة الشارقة في تنفيذ مشروع “الشارقة صديقة للطفل” خلال جلسة حوارية بعنوان “السياسات الصديقة للأسرة”، مشيرة إلى المنهج المبتكر الذي اتبعته الإمارة في تنفيذها المشروع العالمي “المستشفيات الصديقة للطفل” من خلال استحداث ثلاث مبادرات مجتمعية استهدفت مؤسسات العمل والأماكن العامة والحضانات من أجل تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية في الإمارة.
وكانت الدكتورة حصة خلفان الغزال قد رافقت عدداً من المشاركين في زيارة إلى مدينة هامينلينا الفنلندية قبل انطلاق القمة، تعرّفوا خلالها على تجربة روضة “هيرسيماكي”، وأنشطة المركز الثقافي للأطفال والشباب في المدينة.