: لا يزال الشاب ل. ا. البالغ من العمر 38 سنة، غير مصدّقٍ بأنّ سلطعوناً بحرياً صغيراً دخل أذنه اليمنى، وأنه تمّ إخراج هذا المخلوق البحري حياً أيضاً، إثر عملية تنظير داخلي. ل. ا. هو شاب وافد يعيش في أبو ظبي، وكان على الشاطئ يوم الإثنين 18 نوفمبر 2019، عندما دخل سلطعون البحر الصغير إلى أذنه اليمنى عن طريق الخطأ.
يستعيد ل.ا. ما حدث معه قائلاً: “كنت على الشاطئ عندما أدركت فجأةً أنّ شيئاً ما دخل أذني، ولم أتكمن من معرفة ما هو، لكنّ كل ما شعرت به هو أنه أمرٌ مزعج جداً، إنما لم يخطر لي أبداً أنه سيكون سلطعوناً بحرياً”!
وقعت هذه الحادثة حوالي العاشرة صباحاً، وحاول ل.ا. وأصدقاؤه التحقق مما دخل أذنه وإخراجه منها، ولكن دون جدوى. وبعد ساعةٍ من الوقت بات الألم شديداً، ما استدعى نقله إلى مركز “برجيل أم أتش بي سي” Burjeel MHPC في مارينا مول- أبوظبي.
إثر الفحص الطبي، تبيّن وجود سلطعونٍ بحريّ لا يزال حياً داخل قناة الأذن اليمنى. وفي تعليقه على ذلك، يقول الدكتور برابير بول، اختصاصي طب الأنف والأذن والحنجرة في مركز “برجيل أم أتش بي سي” في مارينا مول- أبوظبي: “كانت قناة الأذن للمريض قد تورمت، ما جعل السلطعون البحري عالقاً في داخلها، وغير قادرٍ على الخروج من الأذن، فكان من الضروريّ جداً إخراجه، تجنّباً للمزيد من الضرر لغشاء طبلة الأذن وغيره من الأعضاء فيها، ونجحنا باستخراج هذا المخلوق البحري الصغير حياً، من خلال عمليةٍ اعتمدنا فيها التنظير.
ويقول الشاب ل. ا. الذي عاد إلى منزله لاحقاً بعد العملية والمراقبة أنه مرتاح فعلاً، ويضيف: “قلقت كثيراً حين أخبرني الطبيب أنّ سلطعوناً بحرياً صغيراً دخل أذني التي خشيت تضرّرها. لكنني شاكرٌ جداً للطبيب مهارته وسرعة تنفيذه العملية، وأثني على ثقته بنفسه وعلى لطفه في التعامل معي، فهذا الأمر ساعد بالفعل في تهدئتي”.
ويختم الدكتور بول بالقول إن ل. ا. محظوظ، إذ لم يحدث أيّ تلف في غشاء طبلة الأذن عنده، أو في غيره من أعضاء الأذن الداخلية، ويقول: “هناك دائماً إمكانية لدخول أجسامٍ غريبة إلى جسمنا، من خلال الأذنين أو الأنف أو الفم، أثناء السباحة في البحر أو حتى عند الاسترخاء على الشاطئ. المهم ألا يحاول أحدنا إزالة هذه الأجسام بمفرده، بل ينبغي أن يذهب فوراً إلى أقرب مركز طبي، لأنّ أيّ محاولة لإزالة هذه الأجسام الغريبة قد تتسبب بمضاعفاتٍ مختلفة، نذكر منها النزيف الداخلي وتلف الأعضاء”.