أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أن المرأة الرياضية العربية حققت منجزات نوعية تدعو للفخر، واستطاعت بمثابرتها وإيمانها بقدراتها ودعم مجتمعاتها أن تغيّر الصورة النمطية التي وضعت المرأة العربية في إطار وظيفي ضيق يحد من تطور إمكانياتها ومواهبها، وأثبتت من خلال احترافها للرياضة أنها شريك فاعل في العمل والإنتاج وفي تحقيق المنجزات والمكتسبات الفنية والثقافية والرياضية.
وأشارت سموها أن احتضان الشارقة لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات يأتي في سياق التزام الإمارة بدعم كافة مسارات التنمية الاجتماعية وفي مقدمتها دعم المرأة وتمكينها من ممارسة جميع حقوقها التقليدية وغير التقليدية كالرياضة والفنون والإبداع بمختلف أنواعه داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وفي دول الوطن العربي، موضحةً أن المجتمعات العربية تتسم بوحدة الثقافات والعادات والطموح المشترك.
وجاءت تصريحات سموها خلال زيارة تشجيعية للاعبات نادي الشارقة الرياضي للمرأة المشاركات في دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات 2020، في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة التي تنظم دورتها الخامسة من 2 وحتى12 فبراير المقبل، حيث التقت سموها اللاعبات وبحثت معهن استعدادهن للمنافسات واستمعت لشرح حول آليات التدريب والتجهيز التي خضعت لها اللاعبات والفرق قبل الدورة.
وفي حديثها مع اللاعبات قالت سموها: “كل واحدة منكن بوقفتها هنا واستعدادها للمشاركة في هذا الحدث الرياضي تقدم للعالم حكايتين مترابطتين، حكاية عامة تعكس روح الأمة وثقافتها وتاريخها، وتترجم قيمها وأخلاقها وتنقل للعالم المشهد الاجتماعي الحضاري الذي تشكّلَ بفعل التعاون والشراكة بين الأفراد والمؤسسات، وحكاية خاصة عن المرأة التي تحملت وثابرت وتخطت كل الصعاب ونظمت وقتها ولم تستسلم لمغريات أنماط الحياة التقليدية لتصنع لذاتها اسماً ومكانة وتترك بصماتها على صفحات منجزات أمتها”.
وتابعت سموها للاعبات: “أنتن نماذج ملهمة لكل فتاة وشاب على امتداد الوطن العربي، ليس في مجال الرياضة فقط بل في سياق التخطيط للوصول إلى الفوز والنجاح والعمل المشترك بروح الفريق والتعاون وتنسيق الجهود، وهذا بحد ذاته فوز لكل واحدة منكن مهما كانت النتيجة على أرض المنافسات، فنحن لا ننظر للفوز بالنتيجة بل في إطاره العام الذي يشمل الروح العالية والتنافس على قاعدة أخلاقية رفيعة، إضافة إلى كل الجهود والطموحات التي تسبق اللعب، فالفوز هو الثقة الكاملة الممنوحة لكل واحدة منكن من دولتها وأهلها ومجتمعها وناديها لتمثلهم في هذا الحدث”.
ودعت سمو الشيخة جواهر القاسمي اللاعبات إلى أهمية التحلي بالروح الرياضية مع اللاعبات من الدول الشقيقة، موضحة بأن الفوز والخسارة لا يجب أن يؤثران على سير العلاقات فور انتهاء الدورة، مما يعكس قيم إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الصورة المشرفة لأبناء الوطن محليًا وعالميًا.
وأضافت: “أنا معكم اليوم لأراكم وأشجعكم وأقدم لكم الدعم الذي تحتاجونه لتحقيق الفوز لكم ولإمارتكم الباسمة ولدولتكم، وسأكون معكم أيضًا أتابعكم بشكل مباشر من خلال شاشة التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن هنا أدعوكم إلى أهمية التحلي بحس المسؤولية، والاهتمام المباشر بتنمية قدراتكم وتطوير مهاراتكم الرياضية، من خلال الصالات الرياضية المتوفرة في مقر مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، والتي بدورها تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز نشاطاتكم وقوتكم البدنية.”
وفي ختام حديثها توجهت سموها بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على متابعته الحثيثة ودعمه المستمر لعملية التنمية المستدامة في إمارة الشارقة، وذلك من خلال توفير كافة الإمكانيات اللازمة للارتقاء برياضة المرأة محليًا وعالميًا، إلى جانب شكرها للفرق العاملة في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وجهودهم المبذولة وتفانيهم في عملهم بهدف تحقيق الأهداف المرجوة من دورة الألعاب لهذا العام، وتقديم أفضل الخدمات للفئات المستهدفة من المجتمع.
واستمعت سموها لآراء اللاعبات وانطباعاتهن عن التجهيزات للدورة وآليات تنسيق العمل والتنظيم، وناقشت معهن سبل تطويرها والارتقاء بجهوزية المنشآت والفرق لتواكب التطور الذي تشهده على مستوى المشاركات من حيث الدول والأندية العربية.
وبحثت سموها مع اللاعبات برامج التدريب المسبقة بشكل خاص، ومدى جدواها في تطوير مهاراتهنّ، وكيفية الاستفادة من تجارب الآخرين إلى جانب معسكرات التدريب الخارجية والداخلية التي تنظمها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة.
وبعد اللقاء تفقدت سمو الشيخة جواهر القاسمي، الصالات الرياضية والمرافق الجديدة التي أضافتها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة إلى منشآتها الواقعة في مقرها، وتشمل خمس صالات رياضية متنوعة، وثمانية مرافق جديدة مجهّزة بالكامل.
واطلعت سموها على المنشآت الرياضية التي ستشهد منافسات دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات وصالات التدريب، وتفقدت جهوزيتها، واستمعت سموها لمسؤولي اللجان حول الاستعدادات النهائية التي تسبق انطلاق الحدث على الصعيد اللوجستي والفني.