ثقافة
“الشارقة الدولي للكتاب” يناقش أثر الكتابة المسرحية وأدب الجريمة على واقع المجتمعات
خلال جلسة افتراضية بعنوان "الكتابة كمهنة جديدة"
ضمن باقة الجلسات الحوارية الافتراضية، التي ينظمها للمرة الأولى في تاريخه بعدة لغات، وتجمع نخبة من كتاب وأدباء حول العالم، عقد معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلق أمس )الأربعاء( تحت شعار”العالم يقرأ من الشارقة”، ويستمر حتى 14 من نوفمبرالجاري، جلسة حوارية (عن بعد) بعنوان “الكتابة كمهنة جديدة”.
واستضافت الجلسة التي أدارتها ليلي محمد، مؤلفة الروايات البوليسية البريطانية كارين ميلي جيمس، والمخرجة والكاتبة المسرحية اللبنانية لينا خوري، تطرقتا خلالها إلى أثر الرواية البوليسية، والأعمال المسرحية على المجتمعات، لا سيما في ظل الأزمات التي تشهدها العديد من الدول، خاصة في ظل جائحة كورونا وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وتطرقت ضيفتا الجلسة إلى أهمية كتابة الروايات البوليسية وأدب الإثارة، والكتابة المسرحيّة، في ملامسة هموم أفراد المجتمعات، وزيادة معارفهم حول خبايا الأزمات وأسرارها، وكشف الأحداث التي تدور في مجتمعاتهم من خلال قالب روائي أو عمل مسرحي، يقود الجمهور إلى التفكير في الأحداث التي تحيط به.
وأوضحت كارين جيمس أن الجائحة، منحتها متسعاً من الوقت لمواصلة تأليف روايتها البوليسية الثالثة، وأكدت أن انتشار جائحة كوفيد 19 وتداعياتها دفع الكثير من الكتّاب إلى استئناف مشاريع الكتابة والتأليف، كما أخضع الجميع إلى إعادة تقييم الأوضاع الراهنة، وما يحدث يومياً من فقدان أشخاص لحياتهم جراء الفيروس، وإصابة آخرين به، يقود إلى إعادة التفكير بالسلوكيات والأولويات في الحياة، ويفرض على الجميع تقدير الفرص والنعم.
وشددت كارين على دور الأفراد في المجتمع، وأهمية ما يقدمونه عبر أعمالهم المختلفة، كالكاتبة التي تتناول قضايا ذات تأثير على واقع الناس، وتسهم في زيادة وعيهم، وتثري معارفهم حول قضايا تمس أسرهم وواقعهم، كجرائم أصحاب المهن الراقية، والجرائم المالية، والمعاملات العابرة للحدود، التي تناولتها في رواياتها الثلاث.
وحول أدواتها في تأليف الرواية البوليسية، بينت الكاتبة أنها تركز على الجانب الأخلاقي المستند إلى مبدأ الجريمة والعقاب، وأن المجرم يجب أن ينال عقابه، بالإضافة إلى محاولتها إبراز الزوايا النفسية التي تقود إلى ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها.
وأكدت أن التخصص في مجال أدب الجريمة، يتطلب بحوثاً متعمقة لا ترتبط بالجانب المالي فحسب، بل بمختلف التأثيرات، والتداعيات، كما يتطلب بعداً إنسانياً يدفع إلى إظهار الجانب الأخلاقي، للمساهمة في تعزيز وعي المجتمع، وإظهار الآثار السلبية الكبيرة الناتجة عن أفعال مرتكبي الجرائم.
وشددت كارين على ضرورة معرفة المؤلف ما يكتب، وأن يكتب ما يعرف، مستشهدة باستفادتها من واقع تجربتها في عالم الأعمال المختصة بالشركات القانونية.
بدورها عزت لينا خوري تراجع العمل المسرحي والسينمائي في لبنان على وجه التحديد، إلى الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مشيرة إلى أن المسرح والسينما من الأدوات المهمة في طرح القضايا المجتمعية، ووضع التصورات والحلول المتوقعة لها.
ووصفت خوري الكتابة المسرحية بالمهنة الأصعب، التي تحتاج إلى ظروف مواتية، يصاحبها أدوات مهمة كالبعد الزمني، خصوصاً عند تسليط الضوء على أزمة معينة، أو جائحة، كونها تحتاج إلى معالجة كاملة ونظرة شاملة، لتجنب الوقوع في الخطأ الذي يعتبر كارثياً في الأعمال المسرحية ذات التوجه المجتمعي.
وأشارت إلى أن الأوضاع الراهنة التي يعيشها العالم، يضاف إليها الأزمات التي يمر بها لبنان، تفرض على المعنيين بأدب المسرح اللبناني تحديات كبيرة، تحول دون توفير العناصر والأدوات المطلوبة للإبداع والتأليف والعرض المسرحي.
وفي ردها على أهمية الكتابة المسرحية، بينت أن لديها شغف بالعمل المسرحي، غير أنها لا تباشر بالكتابة إلا بعد أن تجيب على مجموعة من التساؤلات التي تطرحها على نفسها، وتتضمن لماذا أقوم بهذا العمل؟، وما هي رسالتي التي أود إيصالها إلى الناس؟، وما أهميته وارتباطه بواقع المجتمع؟
واختتمت خوري حديثها بالقول: “المسرح يعني لي رسالة وطريق نحو تعزيز الوعي الثقافي والفكري في المجتمع، والنجاح الذي أحققه يقاس بمدى التأثير الإيجابي للعمل المسرحي على الناس، ومدى مساهمته في خلق حالة من الوعي والإدراك لواقع معين أو أزمة ما، أو حالة فساد”.