خُلق الإنسان من جسد و روح ونفس أما الروح فهي الجوهر وهي خالدة وأبدية تبقى حتى بعد أن يموت الجسد وهي القبس والنور الإلهي الذي نحمله في داخلنا وهي المتصلة بالخالق وبالقوانين الكونية وأما النفس فهي أسلوب التعامل مع الروح وهي ثلاثة أنواع النفس العليا المطمئنة والأنفس الأرضية وهي اللوامة أو الأمارة بالسوء. عند ولادة الإنسان تكون هالته نظيفة متوحدة ومحصنة وتجتمع فيها جميع القوانين الكونية ولكن عندما يبدأ بالوعي والتواصل يبدأ تلويث هذه الهالة، ومن رحمة الله وعدله هذا التواصل بين النفس والروح والقوانين الكونية، فعندما تكون الأفكار والمشاعر سلبية تتراكم في الهالة وتمنع دخول النور الإلهي في الكون وتتعامل مع الأنفس الأرضية إما اللوامة أو الأمارة بالسوء أو قد ينقطع الاتصال بين النفس والروح وتدخل في دوامة المواقف السلبية والظلام والتشتت الذهني والروحي وفي المقابل عندما تكون المعلومات إيجابية مبنية على الحب المطلق تتوافق مع حقيقة الروح ويرتقي الإنسان ويحصل التواصل بين الروح السماوية وبين النفس العليا المطمئنة وتنشحن بطاقة إيجابية عالية ورائعة تتجلى في التوازن النفسي والسلام الداخلي والسلوك السليم والقدرة على التفكيروحل المشكلات ضمن ترددات موجات ألفا التي تسمح باخذ قرارات مصيرية بوعي وهدوء وتتوافق مع ذبذبات الطاقة والتجديد والنجاح لأنك متصل بمصدر النور الإلهي وتزداد لديك القدرة على التواصل الروحي وهو أقوى وأعمق أشكال الاتصال حيث تتحرر من حدود العالم المادي والتعلق الجسدي وستشعر بالآخر وينبض قلبك لفرحه ويضيق صدرك لحزنه وتترجم رسالته لك في صمت دون الحاجة لأية مفردات، ويتجلى التواصل الروحي في الحب اللامشروط حيث ستسمو بمشاعرك التي هي مقياس قدرتك على هذا التواصل فقد تحب شخص بعيد عنك أو تتواصل مع أشخاص عزيزين فقدوا الحياة وترسل رسالة روحية محملة بشعلة من طاقة الحب أو الشوق والشغف عن طريق الروح السماوية التي لديها الإدراك النوراني الكوني والتي تطوف ولا تقف عند حدود زمان أو مكان. وما يجهله الكثيرون أن الشخص هو المسؤول عن النفس التي يتعامل بها مع الروح وهي التي تحاسب وليست الروح لذلك اشحن نفسك بالإيجابية دوماَ وأعط لنفسك الحق بالحصول على السكينة وصفاء الذهن بالتأمل والاسترخاء وبالإيمان القوي لتزداد قدرتك على التواصل الروحي دون أن تقطع حبل الاتصال بين النفس والروح فكم اجتمعنا بأشخاص فقدوا روح الحياة رغم أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
مقالات ذات صلة
شاهد ايضاً
إغلاق-
عبدالإله بلقزيز: أقرأ أكثر مما أكتب وأنشر أقل من ذلك
نوفمبر 17, 2024