يشكّل النظر نعمةً لا تُقدّر بثمن للإنسان، ويلعب دوراً أساسياً في مراحل نموّ الأطفال يكون له انعكاسٌ إيجابي أو سلبي، وخصوصاً عند ظهور أيّ أعراضٍ أو مؤشرات على وجود بعض المشاكل في العين.
ولمناسبة عيد الأم، يتقدّم “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون” بالتهنئة من كل أمّ، ويسلّط الضوء على ضرورة فحص عيون الأطفال بصورةٍ منتظمة، مع الإشارة إلى أنه يمكن علاج غالبية مشاكل الرؤية بكل سهولة، إذا تم اكتشافها مبكراً.
استناداً إلى الدكتورة داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال واختصاصية الحَوَل في “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون”، يمكن لمشاكل الرؤية أن تؤثر سلباً على النموّ الجسدي للطفل، وكذلك على نفسيته وقدراته المعرفية والاجتماعية، مع التأكيد على أنّ الاكتشاف المبكر لمشاكل الرؤية والتعامل معها بالشكل المناسب وعلاجها كما ينبغي، يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لضمان سلامة النظر عند طفلك في مرحلة النمو، مع التذكير بأهمية الرؤية السليمة عند الأطفال خلال التعلّم.
وتذكّر الدكتورة خورام جميع الأمهات بأنّ أول تقييم لسلامة عيون الطفل يكون بإجراء “اختبار انعكاس اللون الأحمر” عند ولادته، والذي يجريه اختصاصيّ صحة ما بعد الولادة، قبل مغادرة الأمّ وطفلها المستشفى، إذ يكشف هذا الاختبار عن وجود مشاكل خلقية في بنية العين، أو إعتام خلقي في عدسة العين، أو مشاكل حادة في انعكاس الضوء، أو آفاتٍ في الشبكية.
تمتلك الأمهات حسّ رعاية الأطفال وصحتهم وسلامة نظرهم بالفطرة، فإذا لاحظهن وجود أيّ مشكلة في النظر عند أطفالهنّ، ينبغي إجراء فحص عيونٍ لهم، وخصوصاً في عمر الستة أشهر، لتقييم ما إذا كانت قدرة عيونهم على التركيز سليمةً، وإذا كانوا يتابعون حركة الأشياء بصورةٍ صحيحة، والتأكد من عدم وجود أيّ انحرافات أو اختلال في النظر، أو أيّ مشكلة في العين. وفي حال وجود سجّلٍ لأمراض أو مشاكل العين في تاريخ العائلة، أو حول أو كسل أو أمراض خلقية في العيني بين أفرادها، من الضروري مراجعة طبيب عيون الأطفال سنوياً.
المرحلة العمرية المثالية لإجراء فحص العيون للأطفال هي بين 3 و 4 سنوات، حيث يكون الطفل كبيراً بما يكفي ليستجيب بشكلٍ جيّد مع ما يطلبه منه الطبيب، وقادراً على تسمية الصور بالشكل الصحيح، كما يكون صغيراً بما يكفي لعلاج أيّ مشكلة في بصره خلال هذه المرحلة الحساسة لنموّ الطفل وصحة نظره.
من المهم معرفة أنّ مشاكل النظر والرؤية التي لا يتمّ اكتشافها مبكراً تؤثّر على صحة النظر عند المرء لمدى العمر، وتكون لها عواقب مزعجة، مثل تعطيل بعض القدرات الوظيفية أو قيادة السيارة. فحوصات النظر التي تُجرى للطفل في المستشفى، قبل التحاقه بالمدرسة، تُعتبر ممتعةً له، حيث يبذل اختصاصيو تقويم النظر كلّ ما في وسعهم لجعل الطفل يشعر بالراحة والسعادة خلال الكشف عليه.
الأعراض التي تشير إلى وجود مشاكل في الرؤية تشمل ضعف التركيز والتتبع البصري، الفرك المتواصل للعين، الحساسية تجاه الضوء، انحراف العيون واحمرارها بشكلٍ مستمر، العيون الدامعة، ورؤية ما يشبه البقع البيضاء.
ومن المؤشرات الأخرى التي يجب ملاحظتها عند الأطفال الأكبر سناً: انضغاط العينين، صعوبة أو بطء القراءة، انحراف العينين (بشكلٍ ثابت أو متقطع)، قصر مدى الانتباه، مشاكل سلوكية، تقريب الكتاب أو الجهاز اللوحي إلى الوجه، الجلوس قريباً من التلفزيون، وعدم القدرة على رؤية الأشياء أو اللوح الأبيض في المدرسة بوضوح من مسافةٍ بعيدة.
وتكرر الدكتور خورام تذكير كلّ أمّ بأنّ الفحوصات الطبية المنتظمة تضمن سلامة طفلها ونموّه واستعداده الجيّد للتعلم والنجاح، وتنصح بإجراء هذه الفحوصات قبل بدء العام الدراسي، لأنّ غالبية الأنشطة المدرسية تعتمد على الرؤية التي يمكن للمشاكل فيها أن تؤدي إلى تراجع مشاركة الطفل فيها، كما في الأنشطة الصفّيّة، وقد تؤثر سلباً على أدائه التعليمي.
يقدّم “مستشفى مورفيلدز دبي للعيون” مجموعةً واسعة من خدمات العناية بالعيون للبالغين والأطفال، ويوفّر العلاجات البسيطة والمعقدة لها على يد متخصصين من استشاريي طب العيون وتصحيح وتقويم البصر، ضمن منشأةٍ طبية حديثة.