صدر عن مجمع اللغة العربية بالشارقة العدد السابع من المجلة الفصلية “العربية لساني”، المجلة اللغوية المعنية بقضايا اللغة العربية وآدابها، محتفياً بإعادة افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لمكتبة مجمع اللغة العربية بالشارقة، التي تضم أكثر من أربعة آلاف عنوان في شتى الفروع المعرفيّة.
وجاءت المجلة في 27 باباً توزعت على 132 صفحة، افتتحت بكلمة الدكتور امحمد صافي المستغانمي، التي حملت عنوان: “اللغة العربية في عصر العالم الافتراضي”، تحدث فيها حول غنى اللغة العربية التي حملت الفكر والآداب والعلوم إلى أبناء العصر الحديث، مواكبة لكل ما تستحدثه التكنولوجيا من اختراعات وابتكارات.
وفي معرض الحديث عن “الأدب والنقد”، توقف الدكتور خالد برادة في مادة أدبية حول المعارضات الشعرية عند الشاعر إبراهيم صبري، الذي وجد فيها ميداناً فسيحاً للإبداع، والإسهام في تجديد الشعر العربي. كما أبرزت الكاتبة والباحثة حسناء عبد الحميد الراوي في المجلة دور جمال الدين بن هشام، في خدمة علوم العربية وتدوينها، وما أسدته جهوده لعلوم اللغة العربية من مؤلفات برزت كمراجع للدارسين والمتخصصين في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
إضافة إلى ذلك، خصصت المجلة باباً للحديث عن الاتجاهات الحديثة في صناعة المعاجم اللغوية، أوضح من خلاله الكاتب محمد إسماعيلي علوي دور المعاجم في تطور الأنظمة الرقمية وحوسبة اللغة، بوصفه علماً واسعاً ذا جوانب عديدة، حيث أضحت الدراسات المعجمية تحتل حيزاً كبيراً من الدراسات اللغوية الحديثة. وفي باب “وقفات نحوية” تناول حسن الربيح بالحديث “اضطراب المصطلح النحوي”، آخذاً من الجمل التي لا محل من الإعراب نموذجاً لطرحه العلمي.
بدوره، تناول الدكتور عمر بورنان في مقالته العلمية الحديث حول العربية وكونها لغة الفطرة، مسلطاً الضوء على التشابه بين اللغة والكائن الحي، من حيث النشأة والتطور والخصائص. وفي القسم الخاص بالدراسات اللغوية، كتبت أميرة الشناوي كيوان عن اللغة العربية وقدرتها على تعريب التقنية، ومواكبة الحضارة، أما الدكتور هشام إسماعيل عدرة، فكتب حول “أصالة ومتانة اللغة العربية”، والمحاولات التي طالت تغيير بنيتها من جهة مفكرين وباحثين وكتاب عرب، قصدوا إصلاحها وإزالة الصعوبات التي يزعمون أنها تعرقل انتشارها، مع تفنيد كل تلك الدعاوى ووضعها في الميزان العلمي.
وشارك في تحرير موضوعات المجلة عبد العظيم إبراهيم، في مقالة حول موسوعة الوقف والابتداء في القرآن الكريم، إضافة إلى محطات لغوية من الطرائف العربية، مع بحث في أثر اختلاف اللهجات في التوجيه النقدي، لحسن الحضري، ومقالة حول “اللغة العربية والآخر” للدكتور عبد الرحمن بوعلي؛ ومادة للدكتور محمد حراث حول “المهيئات العلمية لتقننة اللغة العربية حاسوبياً”، ومقال حول “كيف نحقق الجوانب الجمالية في اللغة العربية” للباحث عبد الحميد الراوي.
وتحت عنوان “صور البطل عند أبي تمام والمتنبي”، طاف الدكتور محمد عدنان الخطيب في رحلة أدبية مع اثنين من عمالقة الأدب والشعر العربي، وشارك الدكتور عبد الملك مرتاض بمقالة حول مجامع اللغة العربية، ودورها والمأمول منها، فضلاَ عن حزمة من المواد اللغوية المتنوعة حول لطائف الأدب، ووسائل التعريف البنيوي المعجمي لدى اللساني الجزائري حلام الجيلالي، والتزفين عند العرب، وغيرها من الموضوعات والمقالات والدراسات التي تعنى بشؤون العربية ودراساتها.
وتضمنت المجلة قصيدة بعنوان “هنيئاً لسلطان العروبة”، التي نظمها محمد الأمين السمالي، بمناسبة إصدار باكورة المعجم التاريخي للغة العربية، وعدد من الموضوعات التي تهم عشاق العربية من متخصصين وباحثين ومثقفين وغيرهم.
يشار إلى أنه يشرف على رئاسة تحرير المجلة الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، وتضم في قائمة أعضاء تحريرها، الدكتور مصطفى رابح بن عاشور، وأ. د. بن عيسى باطاهر، والدكتور فكري النجار.