ثقافةثقافة وفنون
كتاب وفنانون: الورش المسرحية تصقل شخصية الممثل وتسهم في إتقان العمل الإبداعي والإخراجي والتقني
استضافت الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الكاتب المسرحي العماني هلال بن سيف البادي والروائي والكاتب المسرحي المغربي يوسف فاضل، في جلسة حوارية بعنوان “الضوء والحركة”، أدارها الممثل والمخرج المصري محمد غباشي، تناولت دور ورش العمل المسرحية في بناء شخصية الممثل، وفي إتقان العمل الإبداعي والإخراجي والتقني المصاحب لإنتاج العروض المسرحية.
واستهل الفنان غباشي الجلسة بتسليط الضوء على أهمية الضوء والحركة على الخشبة كعاملين أساسيين في العمل المسرحي، مشيراً إلى أن هذين العنصرين لا يقلان أهمية عن بقية عناصر المسرح كالديكور والصوت والتمثيل والإخراج، وكل هذه العناصر تحتاج إلى الكثير من الورش التدريبية حتى يخرج العرض المسرحي إلى النور بشكله الإبداعي والإخراجي والتقني.
بدوره قال الكاتب هلال البادي: “لا شك أن الضوء والحركة عنصران أساسيان في عملية البناء المسرحي، لكن البداية تكون من كتابة النص، فالكاتب المسرحي لا يكتب فكرة عابرة فقط، يلتقطها وهو في مكان ما، بل هو يكتب مشاعر وحركة سيتم تجسيدهما من قبل الممثل على خشبة المسرح، كما يكتب أحاسيس المخرج الذي سيتولى بدوره إخراج هذه الأحاسيس مرة أخرى من الممثلين، بمعنى أنه يكتب كل ما له علاقة بإظهار منظومة الحركة على الخشبة أثناء تنفيذ العمل المسرحي”.
وشدد البادي على ضرورة الورش التدريبية لنجاح العرض المسرحي، مشيراً إلى أنها تبدأ من مناقشة النص مع المخرج الذي قد يكون له وجهة نظر في بعض عناصر بنائه أو في بعض المفردات والمصطلحات التي لا تنسجم في بعض الأحيان مع حركة الممثل وطريقة نطقه لها، ليقوم الكاتب بإجراء بعض التعديلات التي تساعد على بناء شخصيات حية وحقيقية، بشرط ألا يؤثر التعديل على جوهر النص.
وقال البادي: “هناك الكثير من الممثلين لم يدرسوا المسرح بشكل أكاديمي لكنهم يمتلكون موهبة فنية جيدة، فتأتي الورش لتضبط إيقاعهم وتصقل شخصيتهم وتعلمهم ما يفتقدونه من مهارات ومعارف مسرحية، فضلاً عن أهميتها في إتقان العمل الإبداعي والإخراجي والتقني المصاحب للعروض”.
وحول رؤيته لدور الورش في نجاح العمل المسرحي، قال الروائي يوسف فاضل: “تكتسي الورش المسرحية أهمية خاصة بالنسبة لفريق العمل المسرحي ككل، والمهم بالنسبة لكل عضو في الورشة هو أن يساعد الآخرين على إدراك ما يجمعه بهم في تلك اللحظة وذاك المكان، متجاهلين اختلافاتهم والفوراق التي تبعدهم عن بعضهم، ومركزين على ما يجعلهم يتفاعلون مع بعضهم، وأعتقد أنهم سيتصرفون في حياتهم خارج المسرح وفق ما تعلموه من بعضهم خلال الأيام الاستثنائية التي جمعتهم”.
وأكد فاضل أن الورش المسرحية تمرين مستمر على الحفظ والتعرف على الشخصيات ودراستها وحفظ حواراتها، كما أنها دواء ناجع للممثل ضد الخجل، وأضاف: “لا بد للمثل عند تجسيد دور ما من بذل مجهود خارج الحفظ، فالممثل عليه أن يمنح النص حياة، وهذا يتأتي من خلال التدريب في الورش”.
وأوضح أنه لا يوجد حد معين للمعارف والخبرات يتوقف عنده الممثل أو التقني، مؤكداً أن التعلم والتدريب عملية مستمرة لمواكبة كل ما هو جديد في فن تشكيل الفضاء المسرحي، واختتم بقوله: “الأعمال المسرحية الناجحة يكون فيها الكاتب والمخرج والممثلون في حالة انسجام وتواؤم تام حيث يصنعون حياة خاصة بهم تجعل العمل بسيطاً وسلساً، وهذا تعززه الورش المسرحية”.