أكد الكاتبان مشعل حمد وفهد البشارة أن تجارب الناس وحياتهم تمثل مصدر إلهام للكاتب الذي يطمح للتغيير نحو الأفضل، وأن تلك التجارب تغني من حصيلة المبدع، لأنها تشكل المخزون الثقافي والأفق الإبداعي الذي يساعد الكاتب في إنتاج المحتوى المتنوع والمؤثر.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “انعكاس كاتب”، نظَّمها مكتب “هيئة الشارقة للكتاب” في المنطقة الشرقية، بمدينة خورفكان، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان، وفاضل بوصيم، مدير مكتب الهيئة في المنطقة الشرقية، وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية، وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.
وفي حديثه خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي عبد الرؤوف أميرة، أكد مشعل حمد أن الكتاب الأول له تأثير كبير في توجيه خط السير الثقافي لدى القارئ المبتدئ، مبيناً أن توجيه الناس للقراءة ينبغي أن يكون ملائماً لتفضيلاتهم وميولهم الذاتي، وأنه ينبغي للقارئ أن يتحلى بالإصرار والعزم لكي يصبح الكتاب مصدر شغف له في المستقبل.
وحول رأيه في الرواية وما تقدمه للقراء، قال مشعل: “الرواية عالم واسع، ولكل رواية أهداف وفلسفة تميزها عن غيرها، ومع إقبال القراء على الروايات فإن الكاتب مسؤول عن تقديم الأجود وانتقاء الرسائل الإيجابية والبناءة التي يقدمها”.
وعن دور الكتاب في تشكيل حياة الإنسان، قال فهد البشارة: “كم من كتاب اختار الإنسان قراءته بالمصادفة فغيَّر مجرى حياته للأفضل”، ومن هذا المنطلق يؤكد فهد أنه يقرأ الروايات ليس لأنه يفضلها على غيرها من الأجناس الإبداعية، بل لأنه يرى التأثير الذي تشكِّله في قرائها، ولذلك أيضاً يصوغ الأفكار التي يريد إيصالها في مجالات التنمية البشرية بصورة روايات، لأنه يرى أنها أكثر تغلغلاً في نفوس الجمهور.
وأضاف: “تجارب الناس هي وقود إبداع الكاتب في نسج رسائل ذات معنى ومغزى، تلامس القلوب وتؤثر في الآخرين، والقراءة عنصر رئيس في النتائج الناجحة لأي كاتب أو مؤثر اجتماعي، فالتأثير الهادف لا بد له من مخزون ثقافي ومعرفي يصل بصاحبه إلى النتائج البعيدة المدى، والعميقة الأثر”.
وتأتي جلسة “انعكاس كاتب” ضمن جهود “هيئة الشارقة للكتاب” في تسليط الضوء على تجارب الكتاب الإبداعية وبصمتهم في المشهد الثقافي والمعرفي في المنطقة، وذلك انطلاقاً من حرصها على التعريف بتجاربهم الرائدة ونتاجاتهم الفكرية التي حجزت مكانةً مرموقةً في المكتبة العربية ولدى القراء