كشفت مجموعة بيئة، الرائدة بقطاع الاستدامة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة عن عزم التحالف الثلاثي تحويل مكب النفايات بمنطقة الصجعة في إمارة الشارقة ولأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مزرعة للطاقة الشمسية.
جاء الإعلان من جناح الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28″، وذلك بحضور كل من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”، وسعادة عبد الله عبد الرحمن الشامسي، مدير عام هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين. تهدف المبادرة النوعية إلى تحويل مكبات النفايات إلى مزارع للطاقة الشمسية وبالتالي دعم جهود تحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات وتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة.
بدأت استراتيجية مجموعة بيئة المتكاملة لإدارة النفايات تُؤتي ثمارها حيث وصلت بنسبة تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة إلى 90% وهي الأعلى بمنطقة الشرق الأوسط، وساهم تدشين محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة الأولى من نوعها بالدولة قبل أكثر من عام في الوصول إلى هذا الإنجاز. ويجدر الذكر أن مجموعة بيئة في طريقها نحو تمكين الإمارة لتكون أول مدينة بالمنطقة تُحول فيها النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات وبالتالي النهوض بمستوى جودة حياة الناس. ومع تحقيق هذا الهدف، سيتم إغلاق المكبات الكائنة بمنطقة الصجعة في إمارة الشارقة نهائياً وسيعمل التحالف الثلاثي على تحويلها إلى مزارع للطاقة الشمسية وفقاً للمعايير العالمية وقوانين البيئة ومعايير السلامة الفنية. إلى ذلك، يهدف المشروع الجديد إلى توليد طاقة نظيفة ومستدامة، وتحسين استخدام الأراضي والارتقاء بالناحيتين الاقتصادية والبيئية.
وفي تصريح لسعادة عبد الله عبد الرحمن الشامسي، مدير عام هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة قال فيه: “سعداء اليوم بالإعلان عن مشروع تحويل مكب النفايات في منطقة الصجعة إلى مزرعة للطاقة الشمسية بالتعاون مع مجموعة بيئة وشركة مصدر. وأشار إلى أن هذا الإعلان يأتي ضمن رؤية الهيئة نحو تنويع مصادر الطاقة وإنتاج الطاقة من مصادر نظيفة ومتجددة وذلك انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة “رعاه الله” من أجل الحفاظ على مقدراتنا الطبيعية للأجيال القادمة. وأضاف: “أن إمارة الشارقة الحبيبة تسير في الاتجاه الصحيح في ظل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة من أجل مستقبل واعد لأبناء الإمارة وبما يحقق مستهدفاتها البيئية ويؤّمن مصادر مستدامة للطاقة.”
فيما أعرب خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة عن تفاؤله بالمشروع الجديد وأضاف قائلاً: ” نستمد رؤيتنا في جعل الشارقة عاصمة للاستدامة من توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة فهي مثالاً نسير عليه وصولاً للمستهدفات البيئية والتنموية من أجل تحسين جودة حياة المجتمع. كما تتكامل رؤيتنا للاستدامة وتنسجم مع ريادتنا في قطاع التقنيات الخضراء ومن هذا المنطلق فإننا نعمل على طرح أفكار مبتكرة ونوعية من أجل تعزيز الطاقة النظيفة وفتح الآفاق لغدٍ مشرق خاصة على صعيد تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات.
وأضاف الحريمل “تعمل مجموعة بيئة وفقاً لمنظومة دقيقة وشاملة لجمع النفايات وإعادة تدويرها، واستعادة المواد، وتحويل النفايات إلى طاقة وهي جهود ستساهم في الوصول إلى هدف تحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات بإمارة الشارقة، ومن ثم إغلاق تلك المواقع. يمثل هذا المشروع الذي يهدف إلى تحويل المكب إلى مزرعة للطاقة الشمسية حلاً مثالياً لإعادة استخدام المكبات إضافة إلى تعزيز منظومة إدارة النفايات، بينما يكرس في الوقت ذاته قدرات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة المتجددة من خلال البنية التحتية المتطورة في هذا القطاع الحيوي. بالإضافة إلى تعزيز خفض الكربون ضمن إدارة النفايات، فإن هذه المبادرة النوعية ستسرع عمليات التحول إلى الطاقة الخضراء، ودعم أهداف العمل المناخي والاستدامة. وأود التنويه إلى أننا نُعول كثيراً على تلك الشراكة مع شركة “مصدر” وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة للدفع بأهداف الإمارات العربية المتحدة قُدماً نحو مستقبل مشرق للطاقة النظيفة وتحويل النفايات كلياً بعيداً عن المكبات.”
سيحول مشروع تحويل المكبات إلى مزارع للطاقة الشمسية أكثر من 68 هكتاراً من الأراضي إلى مزارع للطاقة الشمسية، وبسعة إنتاج طاقة إجمالية تبلغ 120 ميغاوات من خلال تبني نهج مبتكر وغير مسبوق لإعادة استخدام مكبات النفايات. وتفصيلاً، سيتم تثبيت لوحات الخلايا الشمسية الكهروضوئية فوق مكب النفايات الكائن بمُجمع بيئة لإدارة النفايات في منطقة الصجعة بإمارة الشارقة.
فيما أثنى محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” على المشروع وتابع: ” تواصل “مصدر” مساعيها الدؤوبة لإيجاد حلول مبتكرة ومتجددة للطاقة، وفي هذا السياق فإن المشروع الواعد سيدعم جهود إمارة الشارقة لتحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات، وتعزيز مستوى النظافة من أجل مستقبل مستدام للجميع. ويسعدنا التعاون مع شركاؤنا مجموعة بيئة وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة وذلك لإعادة استخدام المكب وتحويله إلى مزرعة للطاقة الشمسية”.
يُشار إلى مكبات النفايات المغلقة غالباً ما تواجه مشاكل في إعادة التطوير بجميع أنحاء العالم وذلك بسبب المتطلبات الصارمة لمراقبة البيئة وإصلاحها، بينما يضمن مشروع تحويل المكب إلى مزارع للطاقة الشمسية تلبية احتياجات الإمارة وزيادة وفورات الطاقة، بينما يعيد الحياة الاجتماعية والإيكولوجية إلى المنطقة ويعزز إمكاناتها الطبيعية من خلال غطاء نباتي. وسيتم زراعة المنطقة المغطاة بنباتات محلية لتضيف مزيداً من القيمة الجمالية للمشروع ولتحسين المظهر العام. وسيحتضن المشروع أيضاً مركزاً للابتكار والتعلم، لتثقيف الزوار حول ميزات وفوائد وأهمية الطاقة الشمسية والبيئة.
وتعهدت أكثر من 100 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28” بزيادة الطاقة المتجددة في العالم بثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، بهدف خفض حصة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة العالمي. كما قادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود خفض الكربون في قطاع الطاقة، كونها إحدى الدول الداعمة للتعهد. وتخطط دولة الإمارات العربية المتحدة للوصول بنسبة الطاقة النظيفة إلى 30% ضمن مزيج الطاقة بحلول 2031، والذي سيشمل 14 غيغاوات من الطاقة المتجددة.
ودعمت مجموعة بيئة انتقال دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصادر الطاقة البديلة، من خلال حلول الطاقة النظيفة الرائدة والنوعية ذات الفوائد المتنوعة. في وقت سابق من هذا الأسبوع بمؤتمر “كوب28” أعلنت مجموعة بيئة عن شراكتها مع “تشينوك هيدروجين”، و”إير ووترت” لتطوير أول محطة تجارية لإنتاج للهيدروجين الأخضر الممتاز. ستنتج المنشأة الواعدة الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات الصلبة، في عملية سلبية الكربون بأقل تكاليف إنتاج في العالم.
الجدير بالذكر أن شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي مشروع مشترك بين مجموعة بيئة وشركة مصدر، افتتحت العام الماضي محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي الأول إلى طاقة في الإمارات العربية المتحدة. وتعمل المحطة حالياً بكامل طاقتها التشغيلية حيث تعالج 300 ألف طن من النفايات سنوياً، وإنتاج 30 ميغاوات من الطاقة النظيفة، وإزاحة 450 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتزويد ما يصل إلى 28 منزل بالكهرباء في الشارقة.