سبتمبر 2024، دبي، الإمارات العربية المتحدة:
يعود المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم (GESS) في دبي، الذي تنظمه شركة إنفورما كونيكت، في نسخته السابعة عشرة المنتظرة من 12 إلى 14 نوفمبر 2024، في مركز دبي التجاري العالمي، في قاعات الشيخ سعيد الثلاثة. يركز المعرض هذا العام على التبني السريع لتكنولوجيا التعليم، وخاصة تقنيات الواقع المعزز (AR) والذكاء الاصطناعي (AI)، حيث تقوم المدارس الدولية في منطقة الخليج بزيادة تخصيص ميزانياتها لهذه الحلول المبتكرة. ومع توقع نمو سوق تكنولوجيا التعليم في الخليج بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 8.12٪ من 2024 إلى 2030، فإن الحكومات في جميع أنحاء المنطقة تركز على التعليم والتكنولوجيا كركائز أساسية في استراتيجيات التحول الاقتصادي والتنمية المحلية.
نقاط محورية تحفّز القدرة على المنافسة وتحقيق النمو
قام مركز الدراسات الدولي للبحوث ISC Research بجمع بيانات خصيصاً للمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS دبي، ووفقاً لهذه البيانات فإن الطلب المتزايد على المستلزمات التعليمية مدفوع بزيادة عدد المدارس الدولية في الخليج، والتي بلغت 1,653 مدرسة (زيادة بنسبة 6.5٪ مقارنة بعام 2023)، حيث تقدم هذه المدارس خدماتها لإجمالي عدد طلاب يبلغ 1,712,894 طالباً (زيادة بنسبة 8.4٪ مقارنة بعام 2023). يستمر سوق المدارس الدولية في النمو على مستوى العالم بفضل زيادة العولمة، والمغتربين الذين يتّسمون بحرّية الحركة، والطلب المتزايد على التعليم عالي الجودة والمتنوع ثقافياً والمُعترف به دولياً.
تجذب الدول التي تسعى لتحقيق الازدهار والاستقرار الاقتصادي من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI)، وتلك التي تلتزم بالإنفاق الحكومي السخي، عدداً ضخماً من المواهب الدولية والشركات. وهذا لا يُزيد فقط من الطلب الفوري على التعليم الدولي بين العاملين المغتربين، ولكنه بمرور الوقت أيضاً يزيد من عدد السكان المحليين الناجحين الذين يميلون إلى تلقي التعليم الدولي. إن مشاريع التطوير الاستراتيجية في الخليج مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ورؤية قطر الوطنية 2030، ورؤية عمان 2040 بمثابة نقاط محورية في تعزيز الخدمات والبنية التحتية وتنويع الاقتصاد. تستمر هذه المبادرات في جذب المغتربين، ورفع الثراء المحلي، وتعميق الاهتمام بالمشهد العالمي، خاصةً الاهتمام بالتعليم العالمي.
نقاط محورية في قطاع التعليم في الخليج
أصبح الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في صدارة التقنيات الجديدة في تكنولوجيا التعليم. تتبنى المدارس في الخليج تقنيات جديدة بطرق متنوعة، وتختلف كل مدرسة في حجم مواردها وحماسها لهذه التقنيات. رفعت إحدى المدارس في قطر الرسوم الدراسية لتمويل أنظمة وأجهزة جديدة ولاستكشاف الذكاء الاصطناعي، في حين يحظى الذكاء الاصطناعي بقبول على نطاق واسع في مدارس الكويت، وصارت تستخدمه لأغراض مثل تخطيط الدروس والتواصل. ووجدت إحدى المدارس الكويتية بوجه خاص أن الذكاء الاصطناعي مفيد بالتحديد في دعم متعلمي اللغة الثانية، ولمعلمين ليست الإنجليزية لغتهم الأم، من خلال تحسين العروض التقديمية والبريد الإلكتروني وأشكال التواصل الأخرى. أما في البحرين طورت مجموعة مدارس نظام ذكاء اصطناعي مخصص يدير الاختبارات التشخيصية ويوصي بفرص تعلم مخصصة، مما أدى إلى زيادة بنسبة 5٪ في تحصيل الطلاب خلال العام الماضي.
في المملكة العربية السعودية، بدأت المدارس الدولية في تبني الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن معظمها في المراحل المبكرة، مع التركيز على المهام الإدارية وتشكيل لجان لتطوير المهارات بين أعضاء هيئة التدريس. تشهد الإمارات العربية المتحدة أيضاً مرحلة متقدمة من تبني الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم المدارس بتجربة أدوات مثل شات جي بي تي ChatGPT لتخطيط الدروس وصياغة السياسات. تركز معظم الجهود في المنطقة على اكتشاف الأساليب الفعالة لدمج هذه التقنيات في المناهج الدراسية، مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية ومنع الانتحال والسرقات الأدبية.
وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن السياسات الشاملة لا تزال في طور النمو، مسترشدة بإطارات عمل دولية مثل تلك الصادرة عن منظمة البكالوريا الدولية (IBO).
تتضمن النقاط المحورية الأخرى للاستثمار البنية التحتية والصيانة، وأدوات التعليم الرقمي والتعليم عن بعد، والكتب المدرسية والبرامج التعليمية. وتركزت محاولات تحسين بيئة التعليم المادية على إضافة مختبرات علمية جديدة، ومساحات العمل ((Makerspaces والأثاث القابل للتكيف، الذي يمكن استخدامه بمرونة في أماكن التعلم. اكتسبت الأدوات الرقمية أهمية خاصة، حيث تبنت المدارس استخدام أجهزة مثل الآيباد iPad التابع لشركة آبل، وأجهزة كروم بوك Chromebook التابعة لشركة غوغل، بالإضافة إلى الروبوتات التعليمية، وكل هذا لدعم النماذج المرنة للتعلم عن بعد. وعلى الرغم من هذا التحول الرقمي، لا تزال الموارد التقليدية مثل الكتب المدرسية والمناهج الجديدة ضرورية، مما يعكس نهجاً متوازناً يجمع بين كل من الوسائل الرقمية والتقليدية لتلبية الاحتياجات التعليمية المتنوعة.
تولي سياسات المدارس بدورها اهتماماً متزايداً بجودة الحياة، حيث تقوم بعض المدارس بتعديل الجداول الأكاديمية لتقليل الضغط والسماح بمزيد من الوقت للراحة، وممارسة الأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية، بالإضافة إلى القيام بحملات مكافحة التنمر، ومبادرات لتعزيز الشمولية والتنوع. يتماشى هذا التركيز المتزايد على جودة الحياة مع التحول نحو نماذج تعليمية أكثر تركيزاً على الطلاب، حيث يتم قياس النجاح ليس فقط بالنتائج الأكاديمية، ولكن أيضاً بصحة وسعادة الطلاب بشكل عام. وتخطط 50٪ من المدارس التي تم استبيانها من أجل الاهتمام بالتدريب على القيادة، والوصول إلى فهم أفضل للمعلمين، ودعماً لصحتهم النفسية.
انتهز الفرص المتاحة في معرض GESS في دبي 2024
تصدّر المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS في دبي مجال الابتكار التعليمي لمدة 17 عاماً، باعتباره المؤتمر والمعرض التعليمي الرائد في الشرق الأوسط. ستحظى الجهات العارضة بفرصة فريدة للتواصل مع أكثر من 8,000 محترف تعليمي من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك صناع القرار الرئيسيون والقوة الشرائية من 74 دولة، مما يعزز الشراكات القيمة ويوسع نطاق تواجدها على المستوى الإقليمي.
وإلى جانب قاعات المعرض، يتيح كلٌ من البرنامج والندوات والمناقشات الجماعية في مؤتمر GESS – الشامل في دبي، والمجاني للحضور، والمُعتمَد من قبل منظمة التطوير المهني المستمر CPD- فرصاً استثنائية للتطوير المهني وبناء شبكة معارف. وسيتم تقسيم المحادثات وورش العمل إلى مناطق مختلفة.
- منصة GESS للمحادثات – يجتمع المتحدثون والضيوف من البودكاست والندوات الإلكترونية لـمعرض GESSلإجراء مناقشات حيوية، وسيحظى الحاضرون بفرصة المشاركة في محادثات ومناقشات جماعية وأحاديث فردية، تليها فرص لتبادل الأفكار وتعميق فهمهم للمواضيع الرئيسية.
- القادة في مؤتمر التعليم – مخصص حصرياً للقادة والمديرين في مجال التعليم، وستركز المناقشات على التحديات المعقدة التي تواجه مدراء المدارس، مع تسليط الضوء على المهارات والصفات الأساسية المطلوبة للقيادة الفعالة والنجاح في المناصب العليا.
- مركز الاستدامة وجودة الحياة – يستمع المشاركون إلى مجموعة متنوعة من الخبراء والقادة والمعلمين، وهم يناقشون دمج الاستدامة في المناهج الدراسية، وتناول قلق الطلاب بشأن تغير المناخ، واستكشاف تقنيات اليقظة الذهنية، والمشاركة في التعليم المبكر، والتعمق في ممارسات السلامة والحماية.
- الألعاب في معرض GESS – جديد في معرض GESS هذا العام، إذ تم تصميم هذه المنطقة لتحفيز المعلمين على الاستكشاف والتعلم من الموردين الرائدين في مجال الألعاب التعليمية، والألعاب القائمة على التعلم، والرياضة الإلكترونية، وتصميم الألعاب. سيكتشف الحاضرون كيف يمكن للألعاب أن تعزز مشاركة الطلاب، وتخلق فرصاً، وتعزز النمو؛ وستتضمن هذه المساحة جلسات أسئلة وأجوبة، وجلسات فردية، ومناقشات جماعية، وبطولات ألعاب يقودها الطلاب.
- عرض المنتجات – ستعرض الجهات العارضة أحدث الابتكارات في المنتجات والخدمات مباشرة أمام جمهور المشترين التعليميين، مما يفسح المجال للمحادثات والاستكشافات حول كيفية دمج هذه العروض في مؤسساتهم التعليمية.
- مساحة عمل مشتركة – سيحظى المندوبون في مساحة العمل المشتركة بفرصة التواصل مع المتحدثين والخبراء، في جلسات ممتدة تقدم عينات من الدورات، وآراء قيمة حول المواد الدراسية. تتضمن هذه الجلسات أيضاً نقاشات مستفيضة، وفرصاً لطرح الأسئلة والإجابة عليها، ومشاركة نشطة وإبداعية طوال المؤتمر.