فينفاست تُعيد تعريف معايير الابتكار المستدام في صناعة السيارات الكهربائية. من خلال التركيز على التأثير البيئي طويل الأمد بدلاً من المكاسب قصيرة الأجل، تعمل فينفاست بنشاط على معالجة تحديات التخلص من البطاريات وإعادة استخدامها، مما يضعها في ريادة في الاقتصاد الدائري.
مع تحول العالم نحو اعتماد السيارات الكهربائية، تتزايد الفرص لتطوير حلول مستدامة. وفي حين تُعَد السيارات الكهربائية خطوة حاسمة لمواجهة التغير المناخي، فإن الصناعة تبحث باستمرار عن سبل لتحسين أدائها، لا سيما في إدارة دورة حياة بطارياتها. وفي هذا السياق، تحتل شركة فينفاست، المدرجة في بورصة ناسداك، مكانة بارزة كشركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، حيث تتجاوز رؤيتها حدود صناعة السيارات لتشمل الالتزام بتعزيز الاستدامة البيئية على نطاق عالمي.
ويتجسد هذا الالتزام بالاستدامة في شراكة فينفاست مع ماروبيني كوربوريشن (Marubeni Corporation)، إحدى الشركات التجارية اليابانية الرائدة. حيث تعمل الشركتان معًا على معالجة أحد التحديات الأكثر أهمية في صناعة السيارات الكهربائية، ألا وهو مصير البطاريات بعد انتهاء عمرها الافتراضي في المركبات. هذه الشراكة هي دليل واضح على التزام فينفاست المستمر بالابتكار والبحث عن حلول مستدامة لضمان مستقبل أكثر خضرة.
يُذكر أنه وبموجب مذكرة تفاهم مُوقعة بين الطرفين، تتولى شركة فينفاست توفير البطاريات الكهربائية المستعملة، في حين تتبنى شركة ماروبيني كوربوريشن أحدث التقنيات لإعادة تدويرها وتحويلها إلى أنظمة تخزين طاقة متطورة. تساهم هذه الشراكة الاستراتيجية في إيجاد حلول مبتكرة لإدارة دورة حياة البطاريات، حيث يتم استغلال الطاقة المخزنة فيها لتلبية احتياجات الشبكة الكهربائية خلال فترات الذروة. وبذلك، تتجاوز الشركتان التحديات التقليدية المرتبطة بإعادة تدوير البطاريات، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد ويحقق أهداف الاستدامة التي تسعى إليها فينفاست.
تمتد رؤية فينفاست إلى أبعد من الحلول التقنية البحتة، فهي تعكس التزاماً راسخاً بالاستدامة البيئية ورؤية مستقبلية طموحة. تمثل هذه الشراكة خطوة كبيرة نحو ترسيخ نموذج الاقتصاد الدائري، وهو نهج مبتكر يركز على الاستدامة على المدى الطويل، على عكس النماذج الاقتصادية التقليدية التي تركز على المكاسب قصيرة الأجل.
علاوة على ذلك، لا يقتصر التزام شركة فينفاست بالاستدامة على إعادة تدوير البطاريات فحسب، بل يتخطاه إلى جوانب الإنتاج الأخرى. ففي مصانعها، يتم معالجة المياه المستعملة وإعادة استخدامها في ري قطاع الري والتنظيف، مما يساهم في ترشيد استهلاك المياه العذبة. كما حققت برامج إعادة التدوير التي تنفذها الشركة نجاحاً ملحوظاً، حيث ارتفعت نسبة النفايات المعاد تدويرها بنسبة 58% خلال عام واحد فقط. وتؤكد هذه المبادرات المتكاملة التزام فينفاست الراسخ بالمسؤولية البيئية.
في إطار هذا النهج، يعكس نموذج اشتراك البطاريات الذي تقدمه فينفاست التزامها الراسخ بمبادئ الاقتصاد الدائري. فعندما تنخفض سعة بطارية السيارة الكهربائية إلى أقل من 70%، يتم استبدالها وإعادة توظيفها، إما في أنظمة تخزين الطاقة أو من خلال شراكات مع رواد عالميين في مجال إعادة التدوير. وبذلك، تضمن فينفاست تقليل الأثر البيئي للنفايات الناتجة عن البطاريات، حتى مع تزايد اعتماد العالم على السيارات الكهربائية.
جدير بالذكر أن فينفاست شهدت نمواً سريعاً، حيث أصبحت العلامة التجارية للسيارات الأكثر مبيعًا في فيتنام خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، متفوقة على منافسيها الأجانب. ويُظهر هذا الإنجاز قدرة الشركة على تحقيق النجاح التجاري مع الالتزام بالمسؤولية البيئية.
هذا ورغم تصدر فينفاست للمشهد المحلي، فإن طموحاتها تتعدى ذلك لتشمل الأسواق العالمية. وتؤكد توسعاتها الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط على ريادتها وقدرتها على التكيف مع المتغيرات العالمية. ومع التحول الأخضر المتسارع في المنطقة، تتماشى رؤية فينفاست المستدامة بشكل مثالي مع هذه الجهود.
تجدر الإشارة إلى أن المحرك الرئيسي لهذا النمو العالمي هو شركة Vingroup، الشركة الأم لشركة فينفاست والتي تتمتع بقيادة بارزة في مختلف القطاعات. وتتمثل الرؤية الاستراتيجية لـ Vingroup في ترسيخ مكانة فيتنام كدولة رائدة عالمياً في مجال التنمية المستدامة.
وبفضل الدور المحوري الذي لعبته Vingroup، حققت فيتنام إنجازاً غير مسبوق بتصدرها سوق السيارات الكهربائية المحلية في فترة قياسية، متجاوزة بذلك كبرى الشركات العالمية. ويؤكد هذا الإنجاز ليس فقط التزام فيتنام بالتحول نحو الطاقة النظيفة، بل يعزز أيضاً مكانتها كلاعب رئيسي في هذا المجال على الصعيد العالمي.
