ثقافة
الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديداً للإنسان
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 جلسة حوارية بعنوان “الإنسان بين الاستدامة والذكاء الاصطناعي”، شارك فيها الدكتور أسامة إسماعيل عبدالباري، أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القيوين، وأدارها الدكتور محمد السويدي، من جمعية الاجتماعيين بالشارقة، وتطرقت إلى التفاعل بين الإنسانية والتقنيات الحديثة، وأهمية استدامة القيم الإنسانية في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي.
تفاعل بين القضايا الكبرى: الإنسان، والاستدامة، والذكاء الاصطناعي
واستهلّ الدكتور عبدالباري حديثه بالإشارة إلى أنّ موضوع الجلسة يتمحور حول ثلاثة قضايا مترابطة، وهي: مفهوم الإنسان، والاستدامة، والذكاء الاصطناعي، موضحاً أن تطور الذكاء الاصطناعي بات يفرض تحديات جديدة على الإنسان للحفاظ على قيمه وعاداته، خاصة في ظل ما يُعرف بعصر “ما بعد الإنسانية”، حيث بدأت التقنية تتداخل بشكل عميق في حياتنا اليومية.
وأضاف الدكتور عبدالباري: “هناك نوع من الحوار المتواصل بين هذه القضايا الثلاث، إذ إنها تجتمع حول محور مركزي وهو الإنسان. ومفهوم الإنسان يتسم بالتعقيد، حيث يجمع بين العقلانية والروحانية، وبين التجارب الفردية والقيم المجتمعية”.
الذكاء الاصطناعي والعلاقات الإنسانية
كما ناقش الدكتور عبدالباري مستقبل العلاقات الإنسانية وتأثير الذكاء الاصطناعي عليها، متسائلاً حول قدرة الإنسان على الحفاظ على خصوصيته واستقلاليته في ظل تطور الآلة. وأكد أن الإنسان يتمتع بميزة فريدة تجمع بين العقل والقلب، ما يُكسبه وعيًا وإدراكًا لا يُمكن للآلة تقليده.
وقال: “رغم التحديات، سيظلّ الإنسان قادرًا على تحقيق التوازن، حيث أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدًا لهويته، بل يمثل فرصة لتعزيز قدراته وتطوير إمكاناته بمساعدة هذه التقنية. كما أنّ الذكاء الاصطناعي لن يهدم مفهوم الإنسان إطلاقًا، فالضمان لعدم تغوّل الآلة هو العقل الذي يتمتع به الإنسان”.
استدامة القيم الإنسانية في عالم تقوده التقنية
وأشار الدكتور عبدالباري إلى أن أحد التحديات الكبرى في هذا العصر هو تحقيق التوازن بين الاستفادة من التقنية المتقدمة والاحتفاظ بالهوية الإنسانية، فالتكنولوجيا، بحسب رأيه، ليست مجرد أدوات وأجهزة، بل هي منظومة يمكن أن تغيّر أساليب التفكير والتفاعل وتعيد تشكيل مفاهيمنا الأساسية حول الحياة والعلاقات. وقال: “الإنسان بوعيه المتجدد وحكمته، يمتلك القدرة على استثمار هذه التقنيات بشكل إيجابي، بحيث تكون جزءًا من تجربته الإنسانية وليست بديلاً عنها. علينا أن نرى في الذكاء الاصطناعي شريكاً يعزز من إمكانياتنا، بدلاً من أن ننظر إليه كتهديد، فالتحدي الحقيقي هو في كيفية توظيفه ليخدم أهدافنا الإنسانية ويسهم في استدامة قيمنا المجتمعية”.
وتتواصل فعاليات الدورة 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “هكذا نبدأ”، خلال الفترة من 6 حتى 17 نوفمبر الجاري، حيث تزخر بالعديد من الجلسات الثقافية والأنشطة المتنوّعة التي من شأنها أن تثري تجربة الز